كتاب الشمائل الشريفة

87 - (كَانَ إِذا أَرَادَ أَن يستودع الْجَيْش قَالَ أستودع الله دينكُمْ وأمانتكم وخواتيم أَعمالكُم) د ك عَن عبد الله بن يزِيد الخطمي ح
(كَانَ إِذا أَرَادَ أَن يودع الْجَيْش) الَّذِي يجهزه للغزو قَالَ أستودع الله دينكُمْ وأمانتكم وخواتيم أَعمالكُم قَالَ الطَّيِّبِيّ قَوْله أستودع الله هُوَ طلب حفظ الْوَدِيعَة وَفِيه نوع مشاكلة للتوديع جعل دينهم وأمانتهم من الودائع لِأَن السّفر يُصِيب الْإِنْسَان فِيهِ الْمَشَقَّة وَالْخَوْف فَيكون ذَلِك سَببا لإهمال بعض أُمُور الدّين فَدَعَا الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُم بالمعونة فِي الدّين والتوفيق فِيهِ وَلَا يخلوا الْمُسَافِر من الِاشْتِغَال بِمَا يحْتَاج فِيهِ إِلَى نَحْو أَخذ وَإِعْطَاء وَعشرَة فَدَعَا للنَّاس الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِحِفْظ الْأَمَانَة وتجنب الْخِيَانَة ثمَّ بِحسن الاختتام ليَكُون مَأْمُون الْعَاقِبَة عَمَّا سواهُ فِي الدُّنْيَا وَالدّين د ك فِي الْجِهَاد وَكَذَا النَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة عَن عبد الله بن يزِيد الخطمي بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمُهْملَة صَحَابِيّ صَغِير شهد الْحُدَيْبِيَة وَولي الْكُوفَة قَالَ فِي الْأَذْكَار // حَدِيث صَحِيح // وَقَالَ فِي الرياض رَوَاهُ أَبُو دَاوُد // بِإِسْنَاد صَحِيح //
88 - كَانَ إِذا أَرَادَ غَزْوَة ورى بغَيْرهَا د عَن كَعْب بن مَالك صَحَّ
(كَانَ إِذا أَرَادَ غَزْوَة ورى) بتَشْديد الرَّاء أَي سترهَا وكنى عَنْهَا بغَيْرهَا أَي بِغَيْر تِلْكَ الْغَزْوَة الَّتِي أرادها فيوهم أَنه يُرِيد غَزْو جِهَة أُخْرَى كَأَن يَقُول إِذا أَرَادَ غَزْو خَيْبَر كَيفَ تَجِدُونَ مياهها موهما أَنه يُرِيد غَزْو مَكَّة لَا أَنه يَقُول أُرِيد غَزْو خَيْبَر وَهُوَ يُرِيد مَكَّة فَإِنَّهُ كذب وَهُوَ محَال عَلَيْهِ والتورية أَن يذكر لفظا يحْتَمل مَعْنيين أَحدهمَا أقرب من الآخر فَيسْأَل عَنهُ وَعَن طَرِيقه فيفهم السَّامع بِسَبَب ذَلِك أَنه يقْصد الْمحل الْقَرِيب والمتكلم صَادِق لَكِن لخلل وَقع من فهم السَّامع خَاصَّة وَأَصله من وريت الْخَبَر تورية سترته وأظهرت غَيره وَأَصله ورا الْإِنْسَان لِأَنَّهُ من ورى بِشَيْء كَأَنَّهُ جعله وَرَاءه وَضَبطه السيرافي فِي شرح سيبوية بِالْهَمْزَةِ وَأَصْحَاب الحَدِيث لم يضبطوا فِيهِ الْهمزَة فكأنهم سهلوها وَذَلِكَ لِئَلَّا يتفطن الْعَدو فيستعد للدَّفْع وَالْحَرب كَمَا قَالَ الْحَرْب خدعة وَفِي البُخَارِيّ أَيْضا كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَلما

الصفحة 75