كتاب الشمائل الشريفة

تَعب أَي حَامِلا للْمَاء كاللقحة من الْإِبِل لَا عقيما لَا مَاء فِيهَا كالعقيم من الْحَيَوَان لَا ولد لَهُ شبه الرّيح الَّتِي جَاءَت بِخَير من إنْشَاء سَحَاب ماطر بالحامل كَمَا شبه مَالا يكون كَذَلِك بالعقيم وَأَرْسَلْنَا الرّيح لوقح حب ك فِي الْأَدَب وَكَذَا ابْن السّني كلهم عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع قَالَ الْحَاكِم على شَرطهمَا وَأقرهُ الذَّهَبِيّ قَالَ فِي الْأَذْكَار // إِسْنَاده صَحِيح //
104 - (كَانَ إِذا اشْتَكَى نفث على نَفسه بالمعوذات وَمسح عَنهُ بِيَدِهِ ق د هـ عَن عَائِشَة // صَحَّ //
كَانَ إِذا اشْتَكَى أَي مرض نفث بِالْمُثَلثَةِ أَي خرج الرّيح من فَمه مَعَ شَيْء من رِيقه على نَفسه بالمعوذات بِالْوَاو الْمُشَدّدَة الْإِخْلَاص واللتين بعْدهَا فَهُوَ من بَاب التغليب أوالمراد الفلق وَالنَّاس وَجمع بِاعْتِبَار أَن أقل الْجمع اثْنَان أَو المُرَاد الْكَلِمَات المعوذات بِاللَّه من الشَّيْطَان والأمراض أَي قَرَأَهَا وَنَفث الرّيح على نَفسه أَو أَن المعوذتين وكل آيَة تشبههما نَحْو {وَإِن يكَاد} الْآيَة
أَو أطلق الْجمع على التَّثْنِيَة مجَازًا ذكره القَاضِي قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ والنفث بالفم شَبيه بالنفخ وَيُقَال نفث الراقي رِيقه وَهُوَ أقل من التفل والحية تنفث السم وَمِنْه قَوْلهم لَا بُد للمصدور أَن ينفث وَيُقَال أَرَادَ فلَان أَن يقر بحقي فنفث فِي ذؤابة إِنْسَان حَتَّى أفْسدهُ وَمسح عَنهُ بِيَدِهِ لفظ رِوَايَة مُسلم بِيَمِينِهِ أَي مسح من ذَلِك النفث بِيَمِينِهِ أعضاءه وَقَالَ الطَّيِّبِيّ الضَّمِير فِي عَنهُ رَاجع إِلَى ذَلِك النفث وَالْجَار وَالْمَجْرُور حَال أَي نفث على بعض جسده ثمَّ مسح بِيَدِهِ متجاوزا عَن ذَلِك النفث إِلَى جَمِيع أَعْضَائِهِ وَفَائِدَة النفث التَّبَرُّك بِتِلْكَ الرُّطُوبَة أَو الْهَوَاء الَّذِي ماسه الذّكر كَمَا يتبرك بغسالة مَا يكْتب من الذّكر وَفِيه تفاؤل بِزَوَال الْأَلَم وانفصاله كانفصال ذَلِك الرِّيق وَخص المعوذات لما فِيهَا من الِاسْتِعَاذَة من كل مَكْرُوه جملَة وتفصيلا فَفِي الْإِخْلَاص كَمَال التَّوْحِيد الاعتقادي وَفِي الِاسْتِعَاذَة من كل مَكْرُوه جملَة وتفصيلا فَفِي الْإِخْلَاص كَمَال التَّوْحِيد الاعتقادي وَفِي الِاسْتِعَاذَة من شَرّ مَا خلق مايعمم الأشباح والأرواح وَبَقِيَّة هَذَا الحَدِيث فِي صَحِيح البُخَارِيّ فَلَمَّا اشْتَكَى وَجَعه الَّذِي توفّي فِيهِ فطفقت أنفث على نَفسه بالمعوذات الَّتِي كَانَ ينفث فَرفع رَأسه إِلَى السَّمَاء وَقَالَ فِي الرفيق الْأَعْلَى

الصفحة 84