كتاب الافتراق مفهومه أسبابه سبل الوقاية منه

قال بهذا القول يكفر، هناك كثيرون لا يفرقون في هذه المسائل فيُكفّرون باللوازم ويُكفّرون دون الأخذ بضوابط التكفير، مع أن الكفر لا يجوز إطلاقه حتى يتم التثبت، وبيان الحجة وإقامتها، وبيان الدليل ومعرفة عدم وجود العوارض المانعة من إطلاق التكفير على المعين، كالجهل وعدم وجود الإكراه، وعدم وجود التأول. وهذه مسألة تحتاج إلى مقامات طويلة، وإلى مقابلة للأشخاص، وإلى الجلوس إليهم، ونقاشهم ونصيحتهم، أما أن نرتب أحكام الكفر على كل من ظهرت منه حالة كفر، أو مقولة كفر، أو اعتقاد كفر، فإن هذا لا يجوز إلا في الأمور الكبرى التي تعلم من الدين بالضرورة، كمن أنكر شهادة ألا إله إلا الله، فهذا معلوم من الدين بالضرورة كفره، أو من أنكر شهادة أن محمدًا رسول الله، فهذا معلوم من الدين بالضرورة كفره، أو من سب الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهذا معلوم من الدين بالضرورة كفره، لكن هناك من أصول الدين ما تخفى

الصفحة 19