كتاب الافتراق مفهومه أسبابه سبل الوقاية منه

رؤوس البدع
امتدادًا للحديث عن تاريخ الافتراق، فمن المناسب أن نشير إلى أصول البدع، أي الرؤوس التي انبثقت منها الفرق، ثم انبثق عنها الافتراق، وأقصد بذلك الأشخاص الذين تولوا كبرهم وصاروا أئمة ضلالة إلى يوم القيامة، وبعدهم انفتح باب الافتراق، وكثر المضللون، فأذكر منهم:
1 - أول أولئك: ابن السوداء، وهو ابن سبأ اليهودي الذي ادعى الإسلام، وأبتاعه وأشياعه، وقد بدأت مقولاته سنة (34 هـ) تقريبًا، وهذا يجمع بين بدعة الخوارج وبدعة الشيعة.
2 - ثم بعد ذلك ظهرت بدعة القول بالقدر سنة (64 هـ) تقريبًا، وأول من قال بها على نحو معلن، وصار له أثر هو معبد الجهمي -توفي 80 هـ - وقد أظهر مقولاته، لكن بدعته لم تكن على الحد الذي أصبحت عليه فيما بعد من الإنحراف والخطورة.

الصفحة 34