كتاب الافتراق مفهومه أسبابه سبل الوقاية منه

3 - ثم جاء بعده غيلان الدمشقي، وقد تولى كبره في إثارة كثير من القضايا حول القدر - قبل سنة 98 هـ - وأيضًا حول التأويل والتعطيل لبعض أسماء الله وصفاته والإرجاء، فتصدى له السلف. وممن جادل غيلان الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز، وقد أقام عليه الحجة، فالتزم الصمت حتى مات عمر، ثم نكص على عقبيه، وهذه سمة غالبة في أهل الافتراق والأهواء، أي أنهم لا يتوبون، ولو انقطعت حجة أحدهم حاد ونكص، وغيلان قتل سنة (105 هـ) بعدما استتيب ولم يتب.
4 - ثم جاء بعده الجعد بن درهم، فتوسع في هذه المقولات، وجمع بين مقولات القدرية ومقولات المعطلة والمؤولة، وأثار الشبهات بين المسلمين، حتى انبرى له كثير من السلف، واستتابوه، ولم يتب، وجادلوه وأقاموا عليه الحجة، فلم يرجع، فلما افتتن به الناس، حكموا بضرورة قتله درءًا للفتنة، فقتله خالد بن عبدالله القسري في قصته المشهورة حينما قال بعد خطبته في عيد الأضحى: (ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مُضحٍ بالجعد بن درهم، فإنه زعم أن الله لم

الصفحة 35