كتاب الافتراق مفهومه أسبابه سبل الوقاية منه

واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة)) (1)، وقد يقول قائل: كيف نفرق بين التشدد المذموم والتمسك المشروع؟ فأقول: إن العبرة بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهو الأنموذج الأعلى، وعليه سار الصحابة والتابعون وأئمة الهدى، وهو سمت العلماء المقتدى بهم، وفي يومنا هذا توزن الأمور بمن كان على السنة من خلال أمور:
أ - العلماء العاملون المهتدون، فهم القدوة والمثل الأعلى، فمن زاد على هديهم وعلى سمتهم في الأحكام والمواقف، وفي الهدي والسلوك، فهو المتشدد إن كان غاليًا، والمقصر والمفرط إن كان متساهلاً.
ب - الخروج عن مقتضى التيسير وإيقاع المسلمين في العنت والحرج في أمور دينهم، وأقصد المسلمين الذين هم على السنة - إذ لا عبرة بالفساق وأهل الفجور - فمن أوقع المؤمنين في حرج في دينهم، أو شدد عليهم ولم يسلك مسلك التيسير في أمورهم التي يضطرون إليها فهو متشدد.
__________
(1) () صحيح البخاري، الإيمان، الحديث 39، فتح الباري، 1/ 93.

الصفحة 55