كتاب الافتراق مفهومه أسبابه سبل الوقاية منه

جـ - ومن علامات التشدد: التسرع في إطلاق الأحكام، إذ بمجرد أن يسمع أحدهم قضية أو حادثة أو خبرًا أو مقولة ما، يحكم على صاحبها غيابيًا، أو يحكم قبل أن يتثبت، أو يحكم باللوازم، كأن يقول: (إذا كان فلان قد قال كذا فهو كافر) بدون نقاش، ومثل قولهم: (من لم يُكفر فلانًا فهو كافر) وربما لم يتبين له كفر فلان، ومثل قولهم: (فلان رأى بدعة فلم ينكرها، أو تنتشر بين قومه فلم يغيرها، إذًا فهو مبتدع)، وهكذا، فنزعة إطلاق الأحكام والإلزامات في الأقوال، والإكثار من التكفير بما يخرج عن سمت العلماء وحكمهم ورأيهم، هذا مظهر بارز من مظاهر التشدد في الدين.
د - ومن علامات التشدد الممقوت الحكم على القلوب وإساءة الظن والتوقف في مجهول الحال والمستور، والبراء على المسائل الخلافية.
فالتشدد في الدين سبب رئيسي من أسباب الافتراق، وهو الذي افترقت به الخوارج عن الأمة، ثم ما تلاها من فرق وأهواء.

الصفحة 56