كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة (اسم الجزء: 1)

ففي الحال الأولى يجب ذكر العقيدة سليمة، صافية، بعيدة عن إثارة الشبهات أو أدلة الخصوم والرد عليها، وإنما تذكر أدلة القول الصحيح وتشرح وتوضح حتى يستقر الحق في النفوس- بعيدا عما يضاده من شبهات المخالفين-. أما في الحالة الثانية فلابد من دفع المعارض وبيان الحق من خلال المناقشة، وهذا ما فعله ابن تيمية، ففي الرسائل والأجوبة التى يسأل فيها عن العقيدة أو إحدى قضاياها- ولم يطلب السائل جواب شبهة واردة- ولا يعلم ابن تيمية من حاله حاجته إلى ذلك، يأتي الجواب بعرض عقيدة السلف بأدلتها واضحة صافية (¬1) ، وقد يجمع بين الطريقتين بأسلوب إجمالي يميل إلى تقرير الحق في الأمور المختلف فيها، كما فعل في رسالته العظيمة " الوصية الكبرى " (¬2) .
ولتمييز مسألة إثبات الأسماء والصفات عن غيرها من جوانب العقيدة بأصول خاصة، سنفردها وحدها لبيان منهجه فيها، ولذا يمكن أن يكون منهجه عموما كما يلي:
أ- منهجه في العقيدة عموما:
1- عرضها بأسلوب سهل ميسور، يفهمه الجميع، المتعلم وغير المتعلم وهذا ما فعله حين كتب " العقيدة الواسطية "، ففيها الوضوح والبعد عن أي نوع من أنواع التعقيد أو إثارة المشكلات، وقد تميز عرضه للعقيدة بما يلى:
أ- عدم الدخول في متاهات أهل الكلام.
ب- دعم ما يقول بالنصوص من الكتاب والسنة وأقوال السلف.
¬_________
(¬1) من أمثلة ذلك العقيدة الواسطية، وقاعدة في توحيد الألوهية، أما ردوده على المخالفين وبيان عقيدة السلف من خلالها فأغلب كتبه على هذا المنهج، الذى سار عليه ابن تيمية بعد المناقشات والمحن التي مر بها، ورأى أنه لابد منه لايضاح الحق للناس.
(¬2) وهي الوصية التي- كتبهاا إلى جماعة من أتباع عدى بن مسافر، عدى هو: عدى بن مسافر ابن إسماعيل الأموى الشامي الهكارى، من المتصوفة رافق أحمد البدوى وأحمد الرفاعي وعبد القادر الجيلاني وغيرهم، توفي سنة 557 هـ، انظر: البداية والنهاية (12/1432) ، ووفيات الأعيان (3/254) ، والنجوم الزاهرة (5/361) وللشيخ عدى عقيدة مطبوعة سار فيها على مذهب ومنهج الأشاعرة، انظرها (ص: 12) وما بعدها.

الصفحة 267