كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة (اسم الجزء: 1)

في نقل كلامهم وطبقه في كتبه، يقول:" فإنا لما أردنا أن نبين مذهب السلف ذكرنا طريقين:
أحدهما: أنا ذكرنا ما تيسر من ذكر ألفاظهم، ومن روي ذلك من أهل العلم بالأسانيد المعتبرة.
والثاني: أنا ذكرنا من نقل مذهب السلف من جميع طوائف المسلمين من طوائف المسلمين من طوائف الفقهاء الأربعة، ومن أهل الحديث، والتصوف وأهل الكلام كالأشعري وغيره.
فصار مذهب السلف منقولاً بإجماع الطوائف وبالتواتر، لم نثبته بمجرد دعوى الإصابة لنا والخطأ لمخالفنا كما يفعل أهل البدع (¬1) ، ويقول عن السلف: " فقولهم في الصفات مبني على أصلين:
أحدهما: أن الله تعالى منزه عن صفات النقص مطلقاً كالسنة والنوم والعجز والجهل وغير ذلك.
والثاني: أنه متصف بصفات الكمال التي لا نقص فيها على وجه الاختصاص بما له من الصفات، فلا يماثله شيء من المخلوقات في شيء من الصفات" (¬2) ، بل إن شيخ الإسلام استقصى أقوال السلف فلم يجد ما يخالف ما ذكره عنهم يقول" والله تعالى يعلم أني قد بالغت في البحث عن مذاهب السلف فما علمت أحداً منهم خالف ذلك" (¬3) ، ومواضع نقله لمذهب السلف إجمالاً أو تفصيلاً منتشر في كتبه ورسائله رحمه الله (¬4) .
¬_________
(¬1) مجموع الفتاوى (4/152) ، والمتتبع لكتب ابن تيمية كالحموية، ودرء تعارض العقل والنقل، وغيرهما يرى تطبيقه امنهجه هذا واضحاً.
(¬2) منهاج السنة: تحقيق - رشاد سالم - (2/427) .
(¬3) التسعيني (ص:126) .
(¬4) انظر: مجموع الفتاوى (6/515، 4/2-8، 3/3-4) ،" التدمرية" أيضاً (11/479-480) ، الحموية مجموع الفتاوى (5/26-27،45) ، الواسطية، مجموع الفتاوى (3/129-130) ، ومجموع الفتاوى (5/195،263، 12/574-575) ، ومنهاج السنة: المحققة (2/80) ، ونقض المنطق (ص:2-7) ، وشرح الأصفهانية (ص:9) وغيرها.

الصفحة 274