كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة (اسم الجزء: 1)

فأما أبوه إسماعيل فكان سنيا جماعيا حديثيا، ويدل على ذلك أنه أوصى عند وفاته إلى زكريا بن يحى الساجى (¬1) ، وفيه دلالة علي أن أباه توفي وابنه أبو الحسن صغير، ولذلك عاش في كنف زوج أمه الجبائي.
وكان مولد أبي الحسن في البصرة ولذلك يقال له البصري، وكانت أسرته من ولد الصحابي أبي موسى الأشعري- رضى الله عنهـ قد سكنوا هذه المدينة. أما وفاته، فقد قيل: إنه توفي سنة 320 هـ، وقيل: 330 هـ وهو أرجحها، وقد رجحه ابن عساكر (¬2) .
ثالثا: ثناء العلماء عليه:
أثنى عليه العلماء- وخاصة علماء الأشاعرة- وتركز ثناؤهم على ما كان
له من نسب، وماقام به من الرد على المعتزلة والملحدة وغيرهم، فيقول الخطيب البغدادي: " أبو الحسن الأشعري المتكلم صاحب الكتب والتصانيف في الرد على الملحدة وغيرهم من المعتزلة والرافضة والجهمية والخوارج، وسائر أصناف المبتدعة " (¬3) ، ويروى عن أبي بكر بن الصيرفي (¬4) أنه قال: " كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله تعالى الأشعري فجحرهم في أقماع السمسم " (¬5) .
ويقول القاضى عياض عند ترجمته: " وصنف لأهل السنة التصانيف،
¬_________
(¬1) انظر: التبيين (ص: 35) .
(¬2) انظر: التبيين (ص: 146- 147) ، ووفيات الأعيان (3/285) .
(¬3) تاريخ بغداد (11/346-347) .
(¬4) هو: محمد بن عبد الله، أبو بكبر الصيرفي، الامام الأصولي، توفي سنة 330 هـ، كانت له مناظرة مع أبي الحسن الأشعري حول وجوب شكر النعم، طبقات السبكي (3/186) .
(¬5) تاريخ بغداد (11/347) ، وتبيين كذب المفترى (ص: 94) وقال: إسناد هذه الحكاية مضيء كالشمس، ورواتها لا يخالط عدالتهم شك في النفس، والأنساب (1/274) ، وطبقات السبكي (3/349) ، وعزا الزركشي في المعتبر في تخرج أحادبث المنهاج والمختصر (ص: 268) هذه العبارة إلي أبي بكر بن العربي، ولعله وهم، وقد نبه على ذلك في الحاشية محقق المعتبر.

الصفحة 338