كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة (اسم الجزء: 1)

أ- فطبيعة نشأته في أحضان الاعتزال بقي تأثيرها على منهجه بعد رجوعه (¬1) : وتمثل ذلك في:
ا- خبرته بأقوال أهل الكلام ومعرفة دقائق أقوالهم.
2- قلة خبرته بأقوال أهل السنة، ولذلك لا ينقل أقوالهم مفصلة بالطرق التي ينقلونها، ثم قد ينسب إليهم مالم يقولوه.
3- قوله بأقوال ابن كلاب، خاصة فيما يتعلق بالصفات الاختيارية.
ب- ورجوعه عن الاعتزال جعله يقول بكثير من أقوال أهل النسة وتمثل
ذلك في:
1- إثبات الصفات لله ومنها الصفات الخبرية وإقرارها كما جاءت.
2- إثبات العلو والاستواء والرؤية خلافا للمعتزلة.
3- إثبات السمعيات، ومنها أمور خالف فيها المعتزلة أو بعضهم مثل الشفاعة، وعذاب القبر، وغيرها.
4- الاستدلال بالنصوص من الكتاب والسنة، وموافقة إجماع السلف.
والآن نذكر باختصار عقيدته:
أ- إثبات وجود الله:
يحتج الأشعري على وجود الله بخلق الإنسان، يقول في اللمع " إن سأل سائل فقال ما الدليل على أن للخلق صانعا صنعه ومدبرا دبره؟ قيل: الدليل على ذلك أن الانسان الذي هو في غاية الكمال والتمام كان نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم لحما وعظاما ودما، وقد علمنا أنه لم ينقل نفسه من حال الى حال، لأنا نراه في حال كمال قوته وتمام عقله لا يقدر أن يحدث لنفسه سمعا ولا بصرا،
¬_________
(¬1) ذكر ابن عساكر عن الأشعري: أنه قال في بعض عباراته مع مخالفيه:" إني أظهرت بدعة أنقض بها كفرهم"، التبيين (ص: 97) ، وانظر تعليق ابن عساكر وجوابه عن هذا، ولما سئل الأشعري وقيل له: كيف تخالط أهل البدع وقد أمرت بهجرهم أجاب عن ذلك بأنه لابد من إظهار الحق ومعرفة أن لأهل السنة ناصرا، انظر: جوابه في التبيين أيضا (ص: 116) .

الصفحة 412