كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة (اسم الجزء: 1)

والحسين بن الفضل البجلى (¬1) ، والجنيد (¬2) ، وقد قرن الكلاعي-كما نقل عنه ابن عساكر- بين عبد العزيز المكي والحارث المحاسبي وابن كلاب في الزهد ومقاومة أهل البدع فقال بعد إشارته إلى محنة خلق القرآن وتورع أحمد ابن حنبل عن مجادلتهم- وانهم موهوا بذلك على الملوك: "وكان في ذلك الوقت من المتكلمين جماعة كعبد العزيز المكي والحارث المحاسبي وعبد الله بن كلاب وجماعة غيرهم وكانوا أولي زهد وتقشف لم ير واحد منهم أن يطأ لأهل البدع بساطا ولا أن يداخلهم، فكانوا يردون عليهم ويؤلفون الكتب في إدحاض حججهم إلى أن نشأ بعدهم وعاصر بعضهم بالبصرة أيام إسماعيل القاضي ببغداد أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري رضي الله عنه ... " (¬3) وسياق هذا الكلام جاء لبيان فضائل الأشعري وأنه صار يؤلف ويقصد أهل البدع ليناظرهم (¬4) ،
وإلا فعبد العزيز المكي ناقش المعتزلة في مجلس المأمون وأثبت ذلك في كتابه الحيدة (¬5) ، وابن كلاب ذكر بعض مترجميه أنه دمر على المعتزلة في مجلس المأمون.
¬_________
(¬1) هو: الإمام اللغوي المفسر أبو على البجلي الكوفي ثم النيسابوري توفي سنة 282 هـ، طبقات المفسرين (1/156) ، والوافي (13/27) ، وسير أعلام النبلاء (13/414) .
(¬2) انظر: أصول الدين (ص:309) .
(¬3) تبيين كذب المفتري (ص: 116) .
(¬4) انظر: نفس المصدر والصفحة..
(¬5) هناك خلاف حول نسبة كتاب الحيدة لعبد العزيز الكناني، فيرى الذهبي في ميزان الاعتدال (2/639) أنها لم تصح نسبتها اليه وتابعه السبكي في الطبقات (2/145) ، أما الذين أثبتوا نسبته إليه فهم جماهير العلماء ومنهم: الخطيب في تاريخ بغداد (10/449) ، وابن النديم في الفهرست (ص: 236) - ط طهران-، وابن العماد في الشذرات (2/95) ، والفاسي في العقد الثمين (5/466-467) ، وابن حجر في التهذيب (6/363) ، وفي التقريب (2/513) ، وابن تيمية في درء التعارض (2/245) ، ومابعدها حيث نقل منه نصوصا، وأيضا (6/115) ، بل والذهبي في دول الإسلام (1/146) حيث قال عنه "صاحب كتاب الحيدة،، وأشار ابن الجوزي في المنتظم (8/81) الى أنه في عهد القادر بالله سنة 420 هـ اجتمع العلماء والقضاة وكان مما قرأوه المناظرة التي جرت بين الكناني والمريسي، وانظر: مقدمة تحقيق الحيدة: جميل صليبا (ص: 7 ا-23) .

الصفحة 441