كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة (اسم الجزء: 1)

ولذلك شنع المحاسبي على بعض متصوفة عصره وانحرافاتهم، فذكر أنواعا من غرورهم بما عندهم وعدم مطابقة أقوالهم وقال بعد كلام طويل عنهم:"وإنما أطلت الوصف في هذه الفرقة لأنها عظيمة غرتها، قد غلب ذلك على كثير ممن يتعبد ويرى أنه من النساك العاملين لله عز وجل" (¬1) ،كما يرد على الذين يقعد بهم توكلهم الى التواكل وترك الكسب والعمل مثل شقيق البلخي الذي زعم أن الحركة في الكسب معصية (¬2) ، بل-رد على من زعم أن القعود وترك العمل أفضل من الحركة، ويفصل رده عليهم من وجوه (¬3) ، ثم يعرض لأقوال العلماء في مسائل عملية كثر الجدال حولها مثل الورع وحده، والعزلة عن الناس ومجانبتهم، والشبهة ومعناها، وجوائز السلطان، وغير ذلك (¬4) ، وقد عرض لهذه المسائل بشكل جيد، كما رد على بعض الصوفية الذين يبيحون لأنفسهم بعض المحرمات مثل النظر المحرم ويرد حججهم الباطلة (¬5) ،كمايرد على بعض الصوفية الذين يقولون بإيمان فرعون (¬6) .
2- يركز المحاسبي على مسألة " العقل"، وله كتاب في ذلك، وهو
وإن كان يميل إلى أقوال أهل الكلام إلا أنه يركز في مسألة " العقل" على ربطه بأعمال القلوب وأن الذى عقل عن ربه هو الذى يخافه ويعظمه، ولذلك ذكر معاني العقل الواردة فيه وهي:
أ- انه " غريزة جعلها الله عز وجل في الممتحنين من عباده، أقام به على البالغين للحلم الحجة ... " (¬7) .
¬_________
(¬1) انظر: الرعاية (ص: 455) .
(¬2) انظر: الكسب (ص: 61) .
(¬3) انظر: المصدر السابق (ص: 64) .
(¬4) انظر: الكسب (ص: 68) وما بعدها.
(¬5) انظر: المسائل في أعمال القلوب والجوارح (ص: 163) .
(¬6) انظر: فهم القرآن (ص: 336) .
(¬7) العقل مطبوع مع فهم القرآن (ص: 203) .

الصفحة 458