كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة (اسم الجزء: 1)

العلية فيكون دنية ناقصة سفلى، ومدحه الطاهرة فيكون مذمومة دنية، جل وتعالى عن ذلك علوا كبيرا" (¬1) .
ويحتج لبعض الصفات بالعقل مع دليل السمع مثل صفة العلم (¬2) .
2- إثباته للعلو والاستواء:
ذكر أدلة ذلك من نصوص القرآن ورد على الذين يقولون:"إن الله في كل مكان (¬3) ، ثم قال:" وأما قوله {على العرش استوى} [طه: 5] .. {وهو القاهر فوق عباده} [الأنعام: 18] و {أأمنتم من في السماء} [الملك: 16] و {إذا لابتغوا إلى ذي العرش} بالإسراء: 42] فهذه وغيرها مثل قوله: {إليه يصعد الكلم الطيب} [فاطر: 10] وقوله: {ثم يعرج إليه} [السجدة: 5] ، فهذا مقطع يوجب أنه فوق العرش، فوق الأشياء، منزه عن الدخول في خلقه لا يخفي عليه منهم خافية، لأنه أبان في هذه الآيات أن ذاته بنفسه فوق عباده لأنه قال: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض} [الملك: 16] ،يعني فوق العرش، والعرش على السماء لأن من كان فوق شيء على السماء فهو في السماء، وقد قال مثل ذلك {فسيحوا في الأرض} [التوبة: 2] ، يعني على الأرض، لايريد الدخول في جوفها ... " (¬4) ويستمر في عرض الأدلة، ويناقش أدلة الحلولية في مسألة المعية وان آية {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم} [المجادلة: 7] مبدوءة بالعلم ومختومة به، ويناقش ذلك بشكل موسع وقوي (¬5) .
¬_________
(¬1) فهم القرآن (ص: 332) .
(¬2) نفسه (ص: 338) .
(¬3) انظر: فهم القرآن (ص: 6،3-349) .
(¬4) المصدر السابق (ص: 349- 350) .
(¬5) انظر: نفس المصدر (ص: 352-356) .

الصفحة 462