كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة (اسم الجزء: 2)

7- ينكر الماتريدي أن يكون الله في جهة العلو، ويؤول بعض الأدلة مثل رفع الأيدي إلى السماء تأويلات عجيبة (¬1) ، ولذلك فهو يثبت الرؤية ويرى أن الاستدلال لها بالسمع وحده، والرؤية عنده تكون بلا مقابلة (¬2) .
8- يقول بأن الله فاعل مختار على الحقيقة، وهو خالق كل شيء، والعبد مختار لما يفعله وهو فاعل كاسب (¬3) ، وبعد أن يذكر قولي الجبرية والقدرية يقول: " والعدل هو القول بتحقيق الأمرين" (¬4) ، ثم يذكر الفرق في أحوال العبد بين أفعاله الاضطرارية والاختيارية (¬5) .
9- يقسم الماتريدي قدرة العبد واستطاعته إلى قسمين: " أحدهما: سلامة الأسباب وصحة الآلات، وهي تتقدم الأفعال ... والثاني: معنى لا يقدر على تبين حدة الشيء يصار إليه سوى أنه ليس إلى للفعل، لا يجوز وجوده بحال إلى ويقع به الفعل عندما يقع معه (¬6) ، والقدرة الثانية هي التي لا تكون إلى مع الفعل - وهذا قول الأشعري - وقد رد الماتريدي على المعتزلة في قولهم " إنها تكون قبل الفعل" (¬7) ، ومما سبق يتضح أن كسب الماتريدي يعطي العبد الاختيار، وهذا ما يخالف - قليلا - كسب الأشعري، والماتريدي أيضا يقول بأنه لا يجوز تكليف مالا يطاق (¬8) .
10- والماتريدي يميل إلى القول بالتحسين والتقبيح العقلي (¬9) ، كما يثبت
¬_________
(¬1) انظر: التوحيد (ص:75-79) .
(¬2) انظر: المصدر السابق (ص: 77-85) .
(¬3) انظر: المصدر نفسه (ص: 225-226-233) .
(¬4) المصدر السابق (ص: 229) .
(¬5) انظر: المصدر السابق - الصفحة نفسها.
(¬6) المصدر السابق (ص: 256) .
(¬7) انظر: تفسير الماتريدي (1/181) ، وانظر: التوحيد (ص:258-262) .
(¬8) انظر: التوحيد (ص: 263-277) .
(¬9) انظر: التوحيد (ص:100، 178) .

الصفحة 485