كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة (اسم الجزء: 2)

فيرى أن أول الواجبات النظر (¬1) ، وأخبار الآحاد - إذا رواها الثقات - تقبل إذا كانت تحتمل تأويلاً يوافق المعقول (¬2) ، كما أنه يقول بالجزء الذي لا يتجزأ، وهو الجوهر الفرد، ويستدل له (¬3) ، كما يقول بأن الأعراض لا تبقى زمانين (¬4) ، كما أنه يحتج بدليل الأعراض وحدوث الأجسام ويحتج له ويطيل الكلام حوله (¬5) ، كما أنه ينفي ما يقوم بالله من الصفات الاختيارية، وهي مسألة حلول الحوادث (¬6) ، ولذلك تأوّل صفات المحبة، والرحمة، والغضب، والفرح، والضحك (¬7) ، كما أنه قال بكلام الله الأزلي وأنه قائم بالله وأنه أمره ونيه وخبره ووعده ووعيده، ويربط ذلك بمسألة حلول الحوادث (¬8) ، لكنه لما ذكر ما وقع من الخلاف بين الكلابية والأِشعرية في أزلية الأمر والنهي، ذكر قوليهما دون ترجيح (¬9) ، أما الإيمان فهو عنده الطاعات فرضها ونقلها كما هو قول أهل الحديث والسنة، ويرجح هذا بعد ذكره لأقوال كل من الأشعري وابن كلاب (¬10) ،
أما الاستثناء في الإيمان، فقد رتب الخلاف فه ترتيباً حسناً على الخلاف في حقيقة الإيمان، وبما أنه رجح مذهب أهل الحديث فقد قال: "وكل من وافى ربه على الإيمان فهو مؤمن، ومن وافاه بغير الإيمان الذي أظهره في
¬_________
(¬1) انظر: أصول الدين (ص: 210) .
(¬2) انظر: أصول الدين (ص: 12،23) ، والفرق بين الفرق (325) . - ط عبد الحميد -.
(¬3) انظر: المصدر السابق (ص: 35-36) ، والفرق بين الفرق (ص: 328) .
(¬4) انظر: المصدر نفسه (ص: 51، 229، 230) .
(¬5) انظر: المصدر نفسه (ص: 54-67) ، والفرق بين الفرق (ص: 329) .
(¬6) انظر: المصدر نفسه (ص: 106-337) ، وانظر: الملل والنحل للبغدادي (ص: 150) ، والفرق بين الفرق (ص: 333) ، والناسخ والمنسوخ للبغدادي (ص: 107) .
(¬7) انظر: المصدر نفسه (ص: 46، 80) .
(¬8) انظر: المصدر نفسه (ص: 106-108) ، والفرق بين الفرق (ص: 337) .
(¬9) انظر: المصدر نفسه (ص: 108) .
(¬10) انظر: المصدر نفسه (ص: 248-249) ..

الصفحة 573