كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة (اسم الجزء: 2)

العلو (¬1) ،ويقول: إن الله يرى بلا مقابلة (¬2) ، وهو يثبت الصفات السبع مع صفة البقاء (¬3) ، ويستدل لبعضها بالعقل (¬4) ، ويتأول صفة المحبة (¬5) ، والضحك (¬6) ، وفي القدر مع إثباته له ينكر التعليل (¬7) ، ويقول: إن القدرة مع الفعل فقط (¬8) ، كما هو مذهب الأشارعة، وحين يتحدث عن معنى " التوحيد " يرى أنه يشمل الأقسام الثلاثة المشهورة عند أهل الكلام وهو أن الله واحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في صفاته لا شبيه له، وواحد في أفعاله لا شريك له (¬9) ، كما أنه يرى أن الواجب الإشتغال بالتأويل الصحيح، ويرد على من يسميهم بالحشوية، ويرى أن كثيراً ممن يناظره في زمنه ليس له تحقيق ولا تحصيل (¬10) ، وفي مسألة النبوة والمعجزات ينقل عن الباقلاني (¬11) .
أما دور القشيريفي المذهب الأشعري وتطويره فتمثل في جانبين:
أحدهما: دفاعه عن الأشاعرة وقت المحنة التي مروا بها، وقد فاق في دفاعه عنهم أقطاب الأشاعرة في زمنه، وكتب رسالته " الشكاية " يبث فيها أشجانه ويدافع عن الأشعري وعن الأشاعرة ويرد على التهم الموجهة إليهم، ويصور
¬_________
(¬1) انظر: الرسالة القشيرية (1/44-45) .
(¬2) انظر: المصدر السابق (1/37-51) .
(¬3) انظر: المصدر نفسه (1/49) ، وشرح أسماء الله (ص:259) .
(¬4) انظر: الرسالة (1/209-220) .
(¬5) انظر: شرح أسماء الله (ص: 276-239) ، والرسالة (2/611) . المحققة.
(¬6) انظر: الرسالة (ص:63) ، ط الأولى.
(¬7) انظر: شرح أسماء الله (ص:31) .
(¬8) انظر: المصدر السابق (ص: 98) .
(¬9) انظر: المصدر السابق (ص: 215) ، والرسالة (2/582) - المحققة-.
(¬10) انظر: شرح أسماء الله (ص: 260) .
(¬11) انظر: الرسالة (2/661) ، وانظر: في موقفه من بعض الصفات كاليدين والمجيء وغيرها الإمام القشيري (ص: 143-152) .

الصفحة 593