كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة (اسم الجزء: 2)

جـ - لما ذكر الأقوال في المعاد وهل يكون للروح أو للجسد والروح ذكر قول القائلين بالمعاد الروحاني والجسماني معاً - وقال بعد ذكر عنوان هذا الفصل -: " أعلم أن كثيراً من المحققين قالوا بهذا القول، وذلك لأنهم أرادوا الجمع بين الحكمة والشريعة"، ثم قال بعد شرح قولهم: " فهذا المعنى لم يقم على امتناعه برهان عقلي، وهو جمع بين الحكمة النبوية والقوانين الفلسفية فوجب المصير إليه " (¬1) ، ونصوص المعاد من أوضح ما ورد بيانه في القرآن، ومع ذلك فالرازي يرى وجوب المصير إلى هذا القول لموافقته للقوانين الفلسفية.
د - موافقته لأقوال الفلاسفة في بعض المسائل التي اختصوا بها، وهو وإن رجع عن بعضها إلا أن أقواله وترجيحاته بقيت مدونة في كتبه، ومن أهم الأمثلة على ذلك:
1- قوله بالعقول المجردة، وأن لكل ملك نفساً (¬2) ، ويرى أن دليل المتكلمين على إبطال ما قاله الفلاسفة من وجود العقول المجردة دليل ضعيف (¬3) .
2- قوله بالمثل الأفلاطونية في بعض كتبه، فقد أثبتها في الملخص في الحكمة والمنطق (¬4) ، وقال في شرح الإشارات: " ما قامت الدلالة القاطعة على فسادها " (¬5) ، ولكنه في المباحث المشرقية أبطلها (¬6) .
3- وأخطر قضية قال بها ووافق فيها فلاسفة قوله بالتنجيم وأن الكواكب أرواحاً تؤثر في الحوادث الأرضية، وكذلك قوله في السحر، وتأليفه في ذلك كتاباُ مستقلاً سماه " السر المكتوم في مخاطبة النجوم" وقد أثار هذا الكتاب جدلاً
¬_________
(¬1) الأربعين في أصول الدين (ص: 300-301) .
(¬2) شرح الإشارات (2/129) ، والمباحث المشرقية (2/377،379،437) .
(¬3) الأربعين (ص:6) .
(¬4) انظر: فخر الدين الرازي للزركان (ص: 506) -نقل عن مخطوطة الملخص -.
(¬5) شرح الإشارات (1/133) .
(¬6) انظر: المباحث المشرقية (1/110) .

الصفحة 665