كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة (اسم الجزء: 2)

الأشعري فيها كاملاً في كتاب آخر (¬1) .
3 - وعند ذكر الصفات الخبرية وغيرها مما يتأوله الجويني وأصحابه، قال شيخ الإسلام راداً عليه: " فدعواه أن دلالة القرآن والأخبار على ذلك ليست قطعية يخالفه في هذه الدعوى أئمة السلف وأهل الحديث والفقه والتصوف، وطوائف من أهل الكلام من أصحابه وغيرهم، فإن عندهم دلالة النصوص على ذلك قطعية، وأما الأخبار فأكثر أصحابه أنها إذا تلقيت بالقبول أفادت العلم، كما تقدم ذكرهم لذلك عن الأستاذ أبي إسحاق، وهذا الذي ذكره أبو بكر ابن فورك هو معنى ما ذكره الأشعري في كتبه عن أهل السنة والحديث، وذكر أن قوله، وإن الإيمان بموجب هذه الأخبار واجب " (¬2) ، والذي أشار إليه شيخ الإسلام بأنه تقدم ما نقله عن أبي القاسم النيسابوري الأنصاري (¬3) - شارح الإرشاد للجويني - فإنه قال في كتابه هذا حين نقل منع الجويني إثبات الصفات بظواهر الآيات: " هذا ما قاله الإمام، وقد رأيت في كتب الأستاذ أبي إسحاق (¬4)
قال: ومما ثبت من الصفات بالشرع الاستواء على العرش، والمجيء يوم القيامة بقوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:5) ، وقوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} (الفجر:22) ، ومما ثبت بالأخبار الصحيحة النزول إلى السماء الدنيا كل ليلة (¬5) ، وقوله: " أنا عند ظن عبدي بي، فليظن
¬_________
(¬1) انظر: درء التعارض (7/186-219) ، وانظر: النبوات (ص:62) .
(¬2) نقض التأسيس المطبوع (2/86-87) .
(¬3) هو أبو القاسم سلمان بن ناصر بن عمران النيسابوري، الصوفي، الشافعي، تتلمذ على الجويني وخدم القشيري، وتتلمذ عليه الشهرستاني، اشتهر بالتصوف والتبحر في علم الكلام من أشهر كتبه شرح الإرشاد للجويني، توفي سنة 511هـ، وقيل 512هـ، انظر: تهذيب ابن عساكر (6/213) ، وطبقات السبكي (7/96) ، وطبقات الأسنوي (1/64) ، والوافي (15/314) ، وسير أعلام النبلاء (19-412) .
(¬4) الأسفراييني. تقدمت ترجمته (ص: 239) ..
(¬5) أحاديث النزول مشهورة، مروية في كافة كتب السنة، رويت عن جمهرة من الصحابة - رض الله عنهم - البخاري - كتاب التجهد، باب الدعاء في الصلاة آخر الليل، رقمه (1145) ، (فتح الباري 3/29) ، الدعوات برقم (632) ، وفي التوحيد برقم (7494) ، ومسلم كتاب صلاة المسافرين -باب الترغيب في الدعاء والذكر برقم (758) ، وللدارقطني كتاب النزول، مطبوع.

الصفحة 877