كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة (اسم الجزء: 3)

وجماهير النظار، كان يخالفهم فيه كثر من أصحابهم الأشاعرة وغاية قولهم- إن كان صحيحا- أن يكون وصف سلوك لطائفة معينة، أما أن يكون ذلك وصفا لجميع بني آم وأنه لا يحصل لهم العلم إلا بهذه الطرق التى يذكرونها- كما فعله كثير من المتصوفة والفلاسفة وغيرهم- فهو قول باطل لا دليل عليه (1) .
ثانيا: التوحيد عند الأشاعرة وحقيقة التوحيد الدي دعت إليه الرسل:
وهذا من أهم الأبواب التي غلط فيها أهل الكلام- وفيهم الأشاعرة- وصار كلامهم فيه مشتملا على قليل من الحق وكثير من الباطل، ولاشك أن أسس الإسلام وقاعدته توحيد الله وحده لا شريك له.
والتوحيد والواحد والأحد عند الأشاعرة يشمل ثلاثة أمور:
1- أن الله واحد في ذاته لا قسيم له.
2- وأنه واحد في صفاته لا شبيه له.
3- وأنه واحد في أفعاله لا شريك له (2) .
وأشهرها عندهم وأقواها دلالة على التوحيد النوع الثالث، وبه يفسرون معنى "لا إله إلا الله". والألوهية- عندهم- هي القدرة على الاختراع والخلق، فمعنى لا إله إلا الله لا خالق الا الله (3) .
ولما في هذا الكلام من القصور والتحريف والباطل فقد رد علهم شيخ الإسلام طويلا، وذلك من خلال بيان ما يلي:
__________
(1) انظر: درء التعارض (8/17-21) .
(2) انظر في ذلك من كتب الأشاعرة: مجرد مقالات الأشعري لابن فورك (ص: 55) ، ورسالة الحرة للباقلافي- المطبوعة كاسم الإنصاف- (ص: 33-34) ، والاعتقاد للبيهقي (ص: 63) ،
وشرح أسماء الله الحسنى للقشيري (ص: 215) ، والشامل (ص: 345-348) " والإرشاد (ص: 52) ، ولمع الأدلة (ص: 86) ، وإحياء علوم الدين (1/33) ، والاقتصاد في الاعتقاد (ص: 49) ، ونهاية الأقدام (ص: 90) وغيرها.
(3) انظر: أصول الدين للبغدادى (ص: 123) ، والملل والنحل للشهرستاني (1/100) ،
ومجرد مقالات الأشعري (ص: 47) .

الصفحة 946