كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة (اسم الجزء: 3)

لأن هؤلاء جميعا خاضعون للقدر، وغاية العبودية- عندهم- أن تستسلم للقدر، ولذلك فليس غريبا على هؤلاء أن يبلغ عندهم بعض الأولياء مرتبة سقوط التكاليف، فلا يجب عليه واجب ولا يحرم عليه محرم، كما أن الشرك بشتى أنواعه وصوره منتشر بينهم. فأين تحقيق تحقيق توحيد الألوهية عند هؤلاء؟.
وقد أشار شيخ الاسلام في معرض ردوده المطولة ومناقشاته حول توحيد الألوهية، وما يتعلق به من تعظيم القبور، والسفر لزيارتها، والسؤال بالجاه، أشار إلى بعض أقوال الأشاعرة في هذه المسائل فاستشهد بأقوال بعض أئمتهم التي وافقوا فيها الحق، كما رد على بعضهم فيما خالفوا فيه وجه الحق، ومن ذلك:
1- ما ذكره في الرد على المنطقيين في ردوده على الفلاسفة، حيث ذكر فشو الشرك فيهم، وذكر أن الشرك نشأ في بني آدم عن أصلين:
أحدهما: تعظيم قبور الصالحين.
والثاني: عبادة الكواكب، وأن لها تأثيرا (1) .
وقد سبقت الاشارة إلى أن شيخ الاسلام اتهم الرازي في أنه ألف كتابا في الشرك والسحر ومخاطبة النجوم (2) ، وهو في ذلك متأثر بالفلاسفة. كما ذكر أن قول الفلاسفة في الشفاعة أعظم شركا من قول غيرهم من مشركي العرب (2) ، وأن الرازي والغزالي- لدخولهم في الفلسفة- قد تأثروا بالفلاسفة في هذا الباب (4) .
__________
(1) انظر: الرد على المنطقيين (ص: 285-286) .
(2) انظر ما سبق- في الحديث عن الرازى ونجهـ: (ص: 699-701) .
(2) انظر: الرد على المنطقيين (ص: 534-544) .
(4) انظر: المصدر السابق (ص: 544- 545) ، وانظر: مناقشات أخرى مطولة للغزالي وللرازي فيما قالوهـ موافقة للفلاسفة- من تأليه الملائكة وجواز مخاطبة النجوم ودعائها- في بنية المرتاد (ص: 184-217- 360-377) ت موسى الدويش، ط مكتبة العلوم والحكم، وانظر: قاعدة جليلة في التوصل والوسيلة (ص: 24-78،25) ، ط المكتب الإسلامي، ودرء التعارض (5 / 147-150) .

الصفحة 980