كتاب القدر - ابن وهب - ت الحفيان

أبو جعفر، أحمدُ بن سعيد بن بِشْر الهَمْدانيُّ المِصريُّ، أبنا عبدُ الله بن وَهْب، أنا (¬١) أنسُ بن عياض، عن الحارث بن عبدِ الرحمن بن أبي ذُباب، عن يزيدَ بن هُرمز، قال:
سمعتُ أبا هُريرةَ رضي الله عنه يقول: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احْتَجَّ آدمُ ومُوسَى -عليهما السَّلام- عند ربِّهِما عَزَّ وجَلَّ، فحَجَّ* آدمُ مُوسَى، فقال مُوسَى: أنت آدمُ الذي خَلقَكَ اللهُ بيدهِ، ونفَخَ فيكَ من رُوحِهِ، وأسْجَدَ لك ملائِكَتَهُ، وأسْكَنَكَ في جَنَّتِهِ، ثم أهْبَطْتَ النَّاسَ بخَطيئَتِكَ إلى الأرضِ؟
قال آدمُ: أنت مُوسَى الذي اصْطَفاكَ اللهُ برسالَتِهِ وبكَلامِهِ، وأعطاكَ الألواحَ، فيها تِبْيانُ كُلِّ شيءٍ، وقَرَّبكَ نَجيًّا، فَبِكَمْ وجَدتَ اللهَ -عزَّ وجلَّ- كتبَ التَّوراةَ مِنْ قَبلِ أنْ يَخْلُقَني؟
قال مُوسى: بأربعينَ عاماً.
قال آدمُ: فهل وجدتَ فيها (¬٢) {وعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى}؟
قالَ: نعم.
قال: أفَتَلُومُني على أنْ عَمِلتُ عَمَلاً كَتَبَهُ اللهُ عَلَيَّ قبلَ أنْ يَخْلُقَني بأربعينَ سنةً؟
قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: فحَجَّ آدمُ مُوسَى» (¬٣).
---------------
(¬١) في (ظ) و (هـ): أبنا.
* هذه النَّجمةُ علامةٌ على أن اللفظةَ قد شُرحت في ملحق «غريب الألفاظ» آخر الكتاب، وقد وُضِعت على كل لفظة لها شرح في الملحق المذكور.
[[وقد نقلنا في نسخة الشاملة تلك هذا الملحق في مواضعه من الكتاب ووضعناه بين معقوفات [[هكذا]] ليتميز]]
[[* حَجَّه: غَلَبَهُ بالحُجَّة؛ أي البُرهان. «لسان العرب» (حجج).]]
(¬٢) «فيها»: ليست في الأصل، والمثبت من (ظ) و (هـ).
(¬٣) رواه ابن أبي حاتم في «تفسيره» [انظر «تفسير ابن كثير» (طه: ١١٥)]، وأبو عَوانة في «مستخرجه» [انظر «إتحاف المهرة» (١٥/ ٧٢٩)] عن يُونُس بن عبد الأعلى، عن ابن وَهْب به.
ورواه مسلم رقم [١٥ - (٢٦٥٢)]، وابن أبي عاصم في «السُّنَّة» رقم (١٦٢) عن أنس بن عياض به.
ورواه ابنُ خُزيمة في «التوحيد» (١/ ١٢٣) عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذُباب به.
ورواه البخاري رقم (٣٤٠٩، ٤٧٣٦، ٤٧٣٨، ٦٦١٤، ٧٥١٥) من طريق: حُميد بن عبد الرحمن، ومحمد بن سيرين، وأبي سَلمة بن عبد الرحمن، وطاوُس. كلهم عن أبي هريرة به.
وانظر جوابَ شيخ الإسلام ابن تيمية على هذا الحديث فيما نقله عنه تلميذه ابن القيِّم في تخريج الرواية رقم (٧).

الصفحة 32