كتاب القدر - ابن وهب - ت الحفيان
ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «فَرَغَ ربُّكم من الخَلْقِ {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى:٧]» (¬١).
---------------
(¬١) في «تفسير الطبري»: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه فنبذهما: فرغ ...
رواه ابنُ جرير الطبري في «تفسيره» (الشورى: ٧) (٢٥/ ٧) ط/ بولاق، (٢٥/ ٩) ط/ البابي الحلبي. عن يُونُسَ بنِ عبد الأعلى، أخبرنا عبدُ الله بنُ وَهْبٍ به.
ورواه أحمد (٢/ ١٦٧)، والترمذيُّ رقم (٢١٤١)، والنسائيُّ في «السُّنن الكبرى» رقم (١١٤٧٣)، والدارميُّ في «الرد على الجهمية» رقم (٢٦٣)، وابنُ أبي حاتِم في «تفسيره» [انظر «تفسير ابن كثير» (الشورى: ٧)]، والفِريابيُّ في «القدر» رقم (٤٥)، والآجريُّ في «الشريعة» رقم (٣٣٣، ٣٣٤)، وابنُ أبي عاصم في «السُّنة» رقم (٣٤٨)، وابنُ بطة في «الإبانة» رقم (١٣٢٧)، وأبو نُعيم في «الحلية» (٥/ ١٦٨)، والبيهقي في «القدر» رقم (٥٦، ٥٧)، والبغوي في «التفسير» (٧/ ١٨٥) بأسانيدهم عن أبي قَبيل المَعَافِري، عن شُفَيّ الأصبَحي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص به.
شُفَيُّ: هو ابن ماتع الحِميَري: ثقة.
وأبو قَبيل المَعَافِري اسمه: حُيي بن هانئ، وثَّقه: أحمدُ بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو زُرعة الرازي، والفسوي، وأحمد بن صالح المصري، وابنُ عبد البر وقال: ولا خلاف علمته فيه.
قال الساجيُّ: ضعَّفه ابن معين.
قلت: هذا مردودٌ على الساجيِّ لأمرين:
١ - لأنه مخالفٌ لما نقل الدارميُّ عن ابن معين أنه وثَّقه.
٢ - لأنه مخالفٌ لأقوال الأئمة كافَّة، والتوثيق موافق لأقوالهم فهو أولى، بل إن ابنَ عبد البر قد نفى علمه لأيِّ جَرْحٍ فيه.
وأبو قَبيل هذا قد تُوبع؛ فيما رواه البيهقي في «القدر» رقم (٥٨)، والبغوي في «تفسيره» (٧/ ١٨٥) عن بشر بن زكريا، عن سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن عبد الله بن عَمرو به.
بشر: ثقة. وأبو الزاهرية اسمه: حُدير بن كُريب: صَدُوق. وسعيد بن سنان: متروك.
وقد تحرَّف إسناده في مطبوع «تفسير البغوي» تحريفاً قبيحاً منكراً فليُتَنبَّه.
وللحديث شواهد كثيرة؛ من حديث عبد الله بن عُمر، والبراء بن عازِب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن بُسر، وعلي بن أبي طالب.
انظرها في تخريجنا لأحاديث «شفاء العليل» ص (٦٦).
[[* العَزْلُ: عَزْلُ الرَّجل الماءَ عن جاريته إذا جامَعَها لئلَاّ تحمِل. «اللسان» (عزل).
قال الفَيُّومي: عَزَلَ المُجامِعُ: إذا قاربَ الإنزالَ فنَزَعَ وأمْنَى خارجَ الفَرْج. «المصباح المنير» (عزل).]]
الصفحة 43
92