كتاب القدر - ابن وهب - ت الحفيان
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمدَ للهِ نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شُرورِ أنفُسنا، وسيِّئاتِ أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أنْ لا إله إلَاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ. صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فإنَّه مما يسرُّنا أنْ نضَعَ بين يدي القُرَّاءِ وطلبةِ العلم «كتاب القدر» للإمام الحافظِ الزاهدِ عبدِ الله بن وَهْبٍ القُرشيِّ المِصريِّ، المُتوفَّى سنة (١٩٧ هـ) رحمهُ اللهُ تعالى رحمةً واسعةً.
وكتابه هذا؛ سارَ فيه المصنِّفُ -رحمهُ اللهُ- على طريقة السَّلفِ في تصانيفهم ذاك الزَّمان، فَسَاقَ الأحاديثَ النبويَّةَ، والآثارَ السلفيةَ المُثبتةَ للقضاءِ والقدرِ الإلهي من غيرِ تعليقٍ أو تبويبٍ.
نعم؛ قد يُشْعِرُ سياقُهُ للأحاديث والآثار أنها مرتَّبةٌ وَفْقَ تسلسُلٍ موضوعيٍّ عام، إلَاّ أنَّهُ لم يُبوِّبْ قَطُّ.
ثم إنَّ الورَّاقَ أبا بكرٍ؛ محمدَ بنَ إسماعيل -وهو راوي الكتاب- قد أضافَ على أصلِ الكتاب أحاديثَ عن شيوخه، هي في جُمْلَتِها استخراجٌ ومتابعةٌ لأحاديثِ الكتاب (¬١).
_________
(¬١) ميَّزتُ هذه الزوائد بوضع حرف (ز) بعد رقم الحديث، علماً أنني حافظتُ على ترقيم الشيخ العثيم.
الصفحة 5
92