كتاب القدر - ابن وهب - ت الحفيان
بالجَابِيَةِ (¬١)، وكان الجَاثَلِيقُ (¬٢) قريباً منه، فقال عُمَرُ في خُطبَتِهِ: مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فلا هَاديَ له.
فقالَ الجَاثَلِيقُ: إنَّ اللهَ لا يُضِلُّ أحداً!
فقال عُمَرُ: ماذا يقولُ؟ فأخبروه.
فقال عُمَرُ: كَذَبْتَ يا عَدوَّ اللهِ، بلِ اللهُ خَلَقَكَ، وهو يُضِلُّكَ، ثم يُميتُكَ، ثم يَبعثُكَ، ثم يُدْخِلُكَ النَّارَ إنْ شاءَ الله (¬٣). أما والله؛ لولا عَقْدي لضَرَبْتُ عُنُقَكَ. إنَّ اللهَ لمَّا خَلَقَ آدَمَ أخَذَ ذُرِّيَّتَهُ، فكَتَبَ أهلَ الجنَّةِ وما هُم عَامِلون، وكَتَبَ أهلَ النَّارِ وما هُم عَامِلون.
فافترقَ هؤلاءِ؛ وما يختَلِفُ اثنانِ في القَدَرِ (¬٤).
(٢٣) - حَدَّثَنا عبدُ اللهِ، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني عَمرو (¬٥) بن محمَّد،
---------------
(¬١) قرية تقع في شمالي حَوران، من بلاد الشام، بناحية الجَولان، قُرب مرج الصُّفَّر، إذا وقف الإنسان في «الصَّنمَين» واستقبل الشمال ظهرت له، وتظهر من «نَوى» أيضاً. «معجم البلدان» (٢/ ٩١).
(¬٢) رئيس النَّصارى في بلاد الإسلام، ويكون تحت بِطْريق أنطاكية، ثم المَطْرانُ تحت يده، ثم الأُسْقُفُّ. «القاموس المحيط» (الجاثَليق) (١١٢٥)، «تاج العروس» (٢٥/ ١٢٣).
(¬٣) لفظ الجلالة «الله» ليس في (ظ) و (هـ).
(¬٤) رجال إسناده ثقات؛ إلا أنَّ الأوزاعي لم يدرك عُمرَ. وانظر تخريجه في التعليق على الأثر التالي.
(¬٥) كذا في المخطوطات الثلاث، ولعلَّ الصواب: «عُمر» كما في الحديث (٢٥) وهو عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب المدني، ثقة كما في «التقريب».
الصفحة 50
92