كتاب القدر - ابن وهب - ت الحفيان

(٣٦) - حَدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ سُليمانَ، قال: ثَنَا الهَمْدانيُّ، قال: أبنا ابنُ وَهْبٍ، قال: أخبرني عبدُ اللهِ بنُ لَهيعةَ، عن بَكرِ بنِ سَوادة الجُذاميِّ، عن أبي تميمٍ الجَيشَانيِّ،
عن أبي ذَرٍّ، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخلَتْ -يعني: النُّطفة- في الرَّحِمِ أربعينَ ليلةً؛ أتى مَلَكُ النَّفْسِ، فعَرَجَ إلى الرَّبِّ، فقالَ: يا رَبِّ، عبدُكَ أذَكَرٌ أم أُنثى؟ فيقضي اللهُ ما هو قَاضٍ (¬١). أشَقِيٌّ أم سَعيدٌ؟ فيكتُبُ ما هو كائنٌ» وذكرَ بقيَّةَ الحديثِ (¬٢).
---------------
(¬١) كذا في المخطوطات الثلاث، وفي الأصول الخطيَّة لـ «شفاء العليل».
ووقع في بقية روايات الحديث بعد قاضٍ: «ثم يقولُ: يا رَبِّ». والله أعلم.
(¬٢) نقله ابن القيم في «شفاء العليل» ص (١٠١) عن «كتاب القدر» لابن وَهْبٍ بإسناده ومتنه سواء.
ورواه الدارمي في «الردِّ على الجهمية» رقم (٩٤) عن عمرو بن خالد الحراني، عن ابن لَهيعةَ به مرفوعاً أيضاً.
وقد رواه ابن بطة في «الإبانة» رقم (١٤١٧) عن المَتُّوثي، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهَمْداني، قال: أخبرنا ابن وَهْب، عن ابن لهيعة به. موقوفاً على أبي ذر.
هكذا وردت هذه الرواية في مطبوعة «الإبانة»: موقوفة على أبي ذر؛ خلافاً للرواية عندنا فهي مرفوعة. فالله أعلم.
وقد توبع ابن وَهْب في هذه الرواية الموقوفة:
فرواه الفِريابي رقم (١٢٣) عن قتيبة بن سعيد.
ورواه ابنُ جرير الطَّبري في «تفسيره» رقم (٣٤١٨٧) [التغابن: ٢] عن حسن بن موسى الأشيَب.
كلاهما: (قتيبة بن سعيد، والحسن بن موسى الأشيب) عن ابن لَهيعَة به موقوفاً.
وهذا الاضطراب مردُّه إلى ضَعْفِ ابنِ لَهِيعَة نفسهِ. والله أعلم.
قال العلَاّمة عبد الرَّحمن بن يحيى المُعَلِّمي رحمه الله: «في سنده ابن لَهيعة، والمستنكر منه: فيعرج به إلى الجبَّار. ومعناه بدونها ثابت في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن مسعود». تعليقه على «الفوائد المجموعة» ص (٤٥١)، وانظر الحديث رقم (٤٥) من هذا الكتاب.

الصفحة 67