كتاب إيضاح المسالك إلى قواعد الإمام مالك ت بو طاهر (اسم الجزء: 1)

الغزاة الذين أحاطوا به من كل جانب، فضلا عما تحدثه في الأمة من بلبلة الأفكار وإثارة الاضطرابات، وضعف الهمة، وتلاشي العزيمة.
ومع ذلك، فقد قاد معركة الجهاد، وأبلى البلاء الحسن في مقارعة العدو (¬37) إلى آخر نفس من حياته (¬38) (910 هـ- 1504 م)، فخلفه ولده محمد الملقب بـ (البرتغالى (¬39))، وكان يتحلى بكثير من سمات أبيه، إلا أنه ابتلي منذ اعتلائه العرش بثورة ابن عمه مسعود بن الناصر- حاكم مكناس- عليه، وظهور مؤسس الدولة السعدية محمد القائم بأمر الله، وزادت البلاد تضعضعا واضطرابا، مما شجع البرتغال على تنفيذ مخططهم الخاص باحتلال المراسي المغربية الباقية، تمهيدا لاحتلال المغرب كله، فاستولوا على العرائش (¬40)، وأكادير (¬41) سنة (910 هـ- 1504 م) بدون مقاومة تذكر. ثم احتلوا آسفي سنة (912 هـ-1506 م (¬42))، وأزمور (914 هـ-1509 م (¬43)) والمعمورة (920 هـ-1515 م (¬44)).
وبذل أبو عبد الله محمد البرتغالي، أقصى المستطاع في استرداد الشواطي المغربية، واستخلاصها من مخالب
¬__________
(¬37) انظر عروسة المسائل ص: 15 - 17.
(¬38) جذوة الاقتباس 1/ 131، ولقط الفرائد ص: 278، وعروسة المسائل ص 20 والاستقصا 4/ 140.
(¬39) لقب بذلك لأنه وقع في أسر البرتغال لما أخذوا ثغر أصيلا وبقي عندهم نحو 7 سنين إلى أن افتكه والده.
(¬40) عروسة المسائل ص: 22 - 24.
(¬41) و (¬42) و (¬43) و (¬44) انظر الاستقصا ج 4 ص: 110.

الصفحة 18