كتاب إيضاح المسالك إلى قواعد الإمام مالك ت بو طاهر (اسم الجزء: 1)

بلده ومولده:
ولد أبو العباس الونشريسي في بلده (¬5) (ونشريس): أصله الأول (¬6)، وموطن آبائه وأجداده، ويبدو أنه انتقل مع أسرته إلى (العاصمة) -تلمسان- وهو بعد حدث صغير لم يتجاوز الخامسة أو السادسة من عمره، ولعل الاضطرابات المتكررة التي عرفها جبل ونشريس، وعدم توفر الأمن والطمأنينة فيه، واستيلاء الحفصيين عليه مرات عديدة، وإرغام أهله على طاعتهم في كل مرة، مما دفع بأسرة أبي العباس إلى مغادرة بلدها (ونشريس) بعد أن سئمت الحياة المضطربة فيه، وحطت الرحال بـ (تلمسان) العاصمة الإدارية والعلمية آنذاك، واستقرارها بها نهائيا.
¬__________
(¬5) في أزها الرياض ج 3: 65 - : (الونشريسي الأصل والمولد، التلمساني المنشأ والقراءة، الفاسي الاستيطان) وتابعه على ذلك صاحب السلوة ج 2/ 153، واقتصر المقري في النفح ج 5/ 340 على قوله: (الونشريسي، ثم التلمساني، نزيل فارس) ولعله أخذ ذلك من عبارة أبي العباس نفسه، في كتابه "المنهج الفائق" ص: 2 الونشريسي الأصل، التلمساني المنشأ، الفاسي الاستطيان والقرار، وفي "نظم الدر" الونشريسي الأصل، الفاسي الاستطيان. وعليه فما ذكره الكتاني في فهرس الفهارس ج 2 ص: 438، والحجوي في الفكر السامي ج 4 ص: 99، وكحالة في معجم المؤلفين ج 2 ص: 205 - من أنه تلمساني الأصل- وهم، وأبعد في النجعة صاحب هدية العارفين ج 1 ص 138 فذكر أنه تلمساني الأصل والوفاة ولعل هذا ما أوقع الأستاذ حجي في خطأ، حيث ذكر في مقدمة كتاب (ألف سنة من الوفيات) ص: 4 أن أبا العباس الونشريسي ولد بتلمسان.
(¬6) قال في "المعيار" ج 2 ص: 301 "سؤال ورد على تلمسان سنة 875 - من بلدنا (جبل ونشريس). وقال في "المنهج الفائق" ص 8 م 44 (سئل بلدينا أبو علي الحسن بن عطية الونشريسي.

الصفحة 43