كتاب إيضاح المسالك إلى قواعد الإمام مالك ت بو طاهر (اسم الجزء: مقدمة)

الشريعة، وإنما اختلاف في فهم نصوصها، وتطبيق كلياتها على الفروع، وأخذ كل بما استقام في نظره، وبما رآه جديرا أن يعتبر كمصدر، فمنهم من وسع في هذا الشأن، ومنهم من اقتصر، ومما لا ريب فيه أن البيئة الطبيعية، والاجتماعية، والسياسية - التي كانت تحيط بكل إمام- لعبت دورا بارزا في اختلاف النظر الى الوقائع، وفي تقدير الأدلة وفهمها وتأويلها مما أدى إلى تعدد المذاهب.

أهم المذاهب الفقهية
يمكن تقسيم المذاهب الفقهية عموما إلى نوعين سني، وغير سني، وكل نوع يتفرع إلى عدة فروع، ويهمنا منها النوع السني الذي يتفرع بدوره -باعتبار الانتشار والاندثار- إلى ثلاثة فروع
أ - فرع نشأ لكنه لم يكتب له البقاء والانتشار، كمذهب محمد بن ابي ليلى (ت 148 هـ)، ومذهب سفيان الثوري (ت 161 هـ)، ومذهب الليث بن سعد (ت 175 هـ)، ومذهب سفيان بن عيينة (ت 198 هـ)، وغيرها من المذاهب التي اندثرت بموت أصحابها.
ب - فرع تكون واستمر لوقت محدود, كمذهب عبد الرحمان الأوزاعي (ت 136 هـ)، ومذهب داوود الظاهري (ت 170 هـ). ومذهب محمد بن جرير الطبري (ت 310 هـ).
ج - أما الفرع الثالث الذي أسعده الحظ في الاستمرار والانتشار, ووقف التقليد عنده في سائر الأقطار -إلى حد الآن- فينحصر في المذاهب التالية

1 - المذهب الحنفي
وإمامه أبو حنيفة النعمان، ولد بالكوفة (80 هـ) وتوفي ببغداد (150 هـ)، وقد انتشر مذهبه بالكوفة والعراق، والشام، ومصر، والجزيرة

- ب -

الصفحة 7