كتاب الانتصار للقرآن للباقلاني (اسم الجزء: 2)

وإقرائهم ما فيه والعملِ به دون غيره، لم يجبْ أن نحفلَ بشيءٍ من هذه
الرواياتِ عنهم لأجلِ ما - ذكرناه.
وَقَدْ رُوِيَ من هذه القراءات شيء كثير رواه أبو عُبَيدٍ القاسمِ بنِ سلامِ في
كتابهِ المترجم ب "فضائل القرآن" عن رجالِه وغيرِه روايةً غيرَ ثابتةٍ عن أبي
عُبيدٍ على ما ذُكر ولا عندَ غيرِه، فمن ذلك ما رُوي أن عمرَ بنَ الخطابِ كان يقرأ: "غيرِ المغضوبِ عليهم وغيرِ الضالين"، ومنه ما رُوي عن عبدِ الله بن الزبيرِ أنه كان يقرأ: "صِراط مَن أنعمتَ عليهم".
ورُوِيَ أن ابنَ عبّاصٍ كان يقرأ: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا) وأنهُ كانَ يقرأ، "وعلى الذينَ يُطوَّقونَه فدية"، يعني يكلفونهُ ولا يطيقونه، وأنهُ كانَ يقرأ:
(لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ) "في مواسم الحج".
وأنهُ كانَ يقرأ: "للذين يُقسمون من نسائهم تربص أربعة أشهر".
وأن أبي بنَ كعبٍ كان يقرأ: (فَإِنْ فَاءُوا " (فيهن" فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) .
وإن حفصةَ زوجَ النبى صلى الله عليهِ كانتْ تقرأُ وأثبتت في
مصحفها الذي أمرت بكتابته: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى) ، أن تكتب بعد ذلك "صلاة العصر"، وأن أبي بنَ كعبٍ كان
يقرؤها: "والصلاةِ الوِسطى صلاةِ العصر".

الصفحة 423