كتاب تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة (اسم الجزء: 3)

جماعات كثيرة منهم الشهاب الصَّرخدي، وتفقَّه وناب في القضاء، ثم استقل به إلى أنْ مات، وكان محمودًا في ولايته إلَّا أنَّه في حال نيابته عن عمَّه كان كثير التصميم بخلافه لما استقل، وكان يكتب على الفتاوى كتابة جيدة، وكان كيِّسًا، متواضعًا، قاضيًا لحوائج مَنْ يقصده، خبيرًا بالأحكام، ذاكرًا للوقائع، صبورًا على الخصوم، عارفًا بالأثبات وغيرها، لا يُلحق في ذلك، وكان يركبُ الحمارة على طريقة عمَّه، وقد خرَّج له ابن المحب الصَّامت أحاديث متباينة، وحدَّث "بمشيخة" ابن عبد الدائم عن حفيده محمد بن أبي بكر عن جدَّه سماعًا، وتوفي في رمضان سنة ثمان وثمانين وسبع مئة عن أربع وأربعين سنة. انتهى.
قلت: على تاريخ ولادته التي ذكرها ابنُ العماد هنا يكون قد بلغ أربعًا وسبعين سنة.
وذكره ابن عبد الهادي (¬1).

1904 - (ت 788 هـ): محمد بن محمد بن أحمد بن الشيخ المحدث محب الدين السعدي المقدسي، الحنبلي، شمس الدين بن شمس الدين بن شهاب الدين المعروف بابن المحب، الحافظ.
قال ابن العماد (¬2): ولد سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة، وسمع من ابن الرَّضي، والجَزَري، وبنت الكمال وغيرهم، وأُحْضِر على أسماء بنت صَصْرِى، وعائشة بنت مسلم وغيرهما، وعُنِيَ بالحديث، وكتب الأجزاء والطباق، وعمل المواعيد، وأخذ عن إبراهيم بن قيِّم الجَوْزِيَّة، وكتب بخطَّه الحسن شيئًا كثيرًا، وكان شديدَ التعصُّب لابن تيمية، وتوفي يوم الأربعاء، سابع جمادى الأولى، سنة ثمانٍ وثمانين وسبع مئة بالصَّالحية، ودُفن بالرَّوْضَة. انتهى.
وذكره ابن عبد الهادي (¬3).
¬__________
(¬1) الجوهر المنضد: 141.
(¬2) شذرات الذهب: 6/ 304.
(¬3) الجوهر المنضد: 133.

الصفحة 1192