كتاب تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة (اسم الجزء: 1)

وقال أيضًا: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام.
وقال أيضًا: ما كتبت حديثًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا وقد عملت به، حتى مرّ بي في الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وأعطى أبا طيبة دينارًا، فأعطيت الحجام دينارًا حين احتجمت.
وسئل عن الوسواس والخطرات فقال: ما تكلم فيها الصحابة والتابعون.

وأما تعظيمه لأهل السنّة والنقل:
فقيل لأحمد بن حنبل: إن ابن أبي قُتيلة بمكة ذُكر له أصحاب الحديث فقال: قوم سوء، فقال أحمد: زنديق زنديق زنديق، وقام وهو ينفض ثوبه ودخل بيته.
وقال أيضًا: من عَظَّم أصحاب الحديث تعظم في عين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن حقَّرهم سقط من عين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأن أصحاب الحديث أحبار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقيل لأحمد: من مات على الإِسلام والسنّة مات على خير؟ فقال أحمد: بلى، مات على الخير كلِّه.
وقيل لأحمد: أين نطلب البُدلاء؟ فسكت ساعة ثم قال: إن لم يكن في أصحاب الحديث فلا أدري.
ورأى أحمد أصحاب الحديث وقد خرجوا من عند محدِّث، والمحابر بأيديهم، فقال: إن لم يكونوا هؤلاء الناسَ فلا أدري مَنِ الناس؟ ! وقيل: أيما أحب إليك، الرجلُ يكتب الحديث، أو يصوم ويصلي؟ قال: يكتب الحديث. فقيل: من أين فضلت كتب الحديث على الصوم والصلاة؟ قال: كيلا يقول قائل إني رأيت قومًا على شيء فتبعتهم.
وقال أيضًا: من رَدَّ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو على شفا هلكة.

وأما إعراضه عن أهل البدع ونهيه عن كلامهم وقدحه فيهم.
فقد جاء الحزامي إلى أحمد بن حنبل وكان قد ذهب إلى ابن أبي دؤاد، فلما

الصفحة 45