كتاب تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة (اسم الجزء: 1)

الباقِلاء لم يأكل معه دهنًا، وإذا كان دهن لم يجمع بينه وبين الباقلاء، وكان كثير الحج، فعوتب في كثرة سفره وحجَّاته مع كبر سنِّه، فقال: لعل الدرهم الزيف يخرج مع الدراهم الجيدة. وتوفي راجعًا من مكة بقرب واقِصَة سنة ثلاث وأربع مئة. انتهى المراد منه.
وله مصنفات ذكر ابن العماد منها: كتاب "الجامع" نحو أربع مئة جزء وعشرين مجلدًا، في اختلاف العلماء، وهو في المذهب. وكتاب "شرح الخرقي". و"شرح أصول الدين"، و"أصول الفقه".

658 - (ت 404 هـ): الحسين بن أحمد بن جعفر، أبو عبد الله، المعروف بابن البغدادي الحنبلي، الورع الزاهد.
قال النابلسي (¬1): سمع عبد الله بن إسحاق البَغَوي وطبقته، سمع منه أبو يعلى، وخرَّج عنه في مصنفاته، وقال الخطيب: كان صدوقًا ديِّنًا عابدًا زاهدًا ورعًا. قيل: كان انشق رأسه وانتفخت جبهته، لا ينام إلا عن غلبة، ولا يخلو أن يكون بين يديه مجرة أو قدح، فإذا غلبه النوم سقط على ذلك فيؤثِّر في وجهه أثرًا، وكان يغسل ثوبه بغير صابون، ويأكل خبز الشعير. مات يوم الثلاثاء الثالث عشر من شعبان سنة أربع وأربع مئة، ودفن بباب حَرْب. انتهى.

659 - (ت 406 هـ): أحمد بن سعيد، أبو العباس الشامي، المعروف بابن الشِّيْحِي الحنبلي.
قال النابلسي (¬2): سكن بغداد، وحدَّث بها عن عبد المنعم بن غَلْبُون المقرئ، وله كتب مصنفة في علم الزوال، وعلم مواقيت الصلاة، وغير ذلك. قال الخطيب: حدث عنه محمد بن علي بن الفتح الحَرْبي، وكان ثقة صالحًا دينًا حسن المذهب، وشهد عند القضاة وعُدِّل، ثم ترك الشهادة تزهدًا.
¬__________
(¬1) مختصر طبقات الحنابلة: 362.
(¬2) مختصر طبقات الحنابلة: 362.

الصفحة 454