كتاب تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة (اسم الجزء: 1)

وستين وأربع مئة. قال الحافظ أبو محمد السَّمرقندي: كان فقيهًا فرضيًّا محدّثًا مرضيًا. وقال ابنُ خيرون: كان رجلًا صالحًا ثقة. قال ابن رجب: وله كتاب "فضيلة الذكر والدعاء"، رواه عنه ابنُه أبو علي. انتهى المراد منه.

710 - (ت 470 هـ): عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن محمد بن عيسى بن أحمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن مَعْبَد بن العباس بن عبد المطلب الحنبلي، أبو جعفر، الورع الزاهد العابد.
قال النابلسي (¬1): ولد سنة إحدى عشرة وأربع مئة، وسمع الحديث من: ابن بشران، وأبي الحسين الحرَّاني، وابن المُذْهِب، وأبي إسحاق البرمكي، والعُشَاري، والقاضي أبي يعلى، ودرس عليه في الأصول والفروع، وبرع في المذهب. ودرَّس وأفتى، وكان مليح التدريس، جيد الكلام في المناظرة، عالمًا بالفرائض وأحكام القرآن والأصول. وكان يدرَّس بمسجد في سكة الخِرَقي، وبجامع المنصور، ثم انتقل إلى الجانب الشرقي، فدرَّس في الجامع المعروف به. وكان إذا بلغه منكر قد ظهر، عظم ذلك عليه جدًا وعُرِفَ في وجهه الكراهية الشديدة. وكان شديد القول واللسان على أصحاب البدع، والقمع لباطلهم، ودحض كلمتهم. وكان حسن الصيانة، عفيفًا نزهًا، ومناقبه كثيرة. انتهى إليه في وقته الرحلة لطلب مذهب أحمد. وتوفي يوم الخميس، النصف من صفر، سنة سبعين وأربع مئة، وكان يومًا مشهودًا بكثرة الخلق، ودفن بجنب قبر أحمد بن حنبل. انتهى.
وذكره ابن العماد (¬2)، فقال: هو شيخ الحنابلة، وكان ورِعًا زاهدًا علامة، كثير الفنون، رأسًا في الفقه، شديدًا على المبتدعة، نافذ الكلمة. وقد أُخِذَ في فتنة ابن القُشَيرِيَّ. وحُبِسَ أيَّامًا، قاله في "العبر".
وقال ابن السمعاني، كان إمام الحنابلة في وقته بلا مدافع، مليح التدريس،
¬__________
(¬1) مختصر طبقات الحنابلة: 393.
(¬2) شذرات الذهب: 3/ 336.

الصفحة 482