كتاب تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة (اسم الجزء: 1)

ابن رجب: صنَّف جزءًا في "أدب الفقه" وجزءًا في "فضائل أحمد وترجيح مذهبه".

711 - (ت 470 هـ): عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مَنْدَه، الأصبهاني، أبو القاسم، الحنبلي.
قال النابلسي (¬1): رحل في طلب العلم، وكتب، وصنَّف تصانيف كثيرة، وكان قدوة أهل السنّة بأصبهان، وشيخهم في وقته. وكان مجتهدًا متبعًا لآثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، شديدًا على أهل البدع، مُبَاينًا لهم، وما كان في عصره وبلده مثله، في ورعه وزُهْده وصيانته، وحاله أظهر من ذلك. وكانت بينه وبين القاضي أبي يعلى مكاتبات. ولد سنة ثلاث وثمانين وثلاث مئة. ومات سنة سبعين وأربع مئة فيما بلغنا.
سمع والده وإبراهيم بن خُرشِيد، في آخرين. وكان حافظًا كبير الشأن، جليل القدر. قال يحيى بن عبد الوهَّاب ابن مَنْده: كان عمي سيفًا على أهل البدع، وهو أكبر من أن يثني عليه مثلي. وقال أبو القاسم الزَّنْجاني: حفظ الله الإِسلام برجلين: عبد الرحمن بن مَنْده، وعبد الله بن محمد الأنصاري. انتهى.
وقال ابن العماد (¬2): هو الإِمام الحافظ ابن الإِمام الحافظ الكبير أبي عبد الله بن مَنْدَه. ومَنْدَه لقب جدّه إبراهيم الأعلى، ذكره ابن الجوزي في "طبقات الحنابلة"، وترجمه في "تاريخه"، فقال: ولد سنة ثلاث وثمانين وثلاث مئة، وسمع أباه، وأبا بكر بن مَرْدُويه وخلقًا كثيرًا. وكان كثيرَ السماع، كبير الشأن، سافر البلاد، وصنف التصانيف، وخرَّجَ التخاريج. وكان ذا وقارٍ وسَمْتٍ، وأتْباعٍ فيهم كثرة. وكان متمسكًا بالسُّنَّة، معرضًا عن أهل البدع، آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، لا يخاف في الله لومة لائم.
وقال ابن السمعاني: كان كبير الشأن، جليل القدر، كثير السماع، واسع الرواية، سافر إلى الحجاز وبغداد وهمذان وخراسان. وقال ابن تيمية: كان من
¬__________
(¬1) مختصر طبقات الحنابلة: 396.
(¬2) شذرات الذهب: 3/ 337.

الصفحة 484