كتاب تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة (اسم الجزء: 1)

يلقي المختصرات من تصانيف شيخه القاضي أبي يعلى. ويلقي مسائل الخلاف درسًا. وكان إليه المنتهى في العبادة، والزُّهد والورع.
وذكره ابن السَّمْعَاني في "تاريخه" فقال: من أعيان فقهاء الحنابلة، وزُهَّادهم. كان قد أجهدَ نفسَه في الطَّاعة والعبادة، واعتكفَ في بيت الله خمسين سنة، وكان يواصل الطاعة ليلَه بنهاره. وكان قارئًا للقرآن، فقيهًا، ورعًا، خَشِنَ العيش. انتهى المراد منه.
وقال ابن رجب (¬1) من ترجمة طويلة: قال أبو الوفاء ابن عقيل: كان حسنَ الفتوى، متوسّطًا في المناظرة في مسائل الخلاف، إمامًا في الإِقراء، زاهدًا، شجاعًا، مقدامًا، ملازمًا لمسجده، يهابه المُخَالِفُون. إلى أن قال: حدَّث عنه جماعة، منهم: عبد الوهَّاب الأَنْمَاطِي، وأبو القاسم ابن السَّمَرْقَنْدِي، وعلي بن طِراد الزَّينبي، والقاضي أبو بكر الأنصاري، وغيرهم. وتوفي يوم الجمعة، سابع عشر شعبان، سنة ستٍّ وسبعين وأربع مئة، ودفن إلى جانب الشريف أبي جعفر بدَكَّة الإِمام أحمد رضي الله عنه. انتهى ملخَّصًا.

723 - (ت 476 هـ): عبد الوهَّاب بن أحمد بن عبد الوهَّاب بن جَلَبَة، الحرَّاني، أبو الفتح، الحنبلي.
قال النابلسي (¬2): قدم بغداد من ثغر حرَّان، للدّرس على أبي يعلى القاضي، فتفقَّه عليه، وقرأ كتبًا كثيرة من مصنفاته، وكان يلي القضاء بحرَّان، من قبل أبي يعلى. وكان ناشرًا لِمذهب أحمد، داعيًا إليه في تلك البلاد. وكان مُفتيها، وواعظها، وخطيبها، ومدرِّسها، سمع الحديث من أبي علي بن شَاذَان، والبَرْقَاني، وابن شهاب، والقاضي أبي يعلى، في آخرين. واختار الله له الشَّهادة، سنة ست وسبعين وأربع مئة، عند اضطراب أهل حران على ابن قريش لمَّا أظهر سَبَّ السَّلف بها. انتهى.
¬__________
(¬1) ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 38.
(¬2) مختصر طبقات الحنابلة: 398.

الصفحة 492