كتاب تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة (اسم الجزء: 1)

من يفهم الحديث ويحفظ، صحيح النَّقل، كثير الكتابة، حسنَ الفَهْم. وقال خَمِيسُ الجَوْزِيّ: رأيتُه ببغداد، مُلتَحِقًا بأصحابنا، ومتخَصَّصًا بالحنابلة، يُخرّج لهم الأحاديث المتعلَّقة بالصفات، ويرويها لهم. وأضدادُه من الأشعريَّة يقولون: هو يضعها، وما علمت فيه ذلك، وكان يعرفه. انتهى المراد منه.

726 - (ت 478 هـ): أحمد بن مرزوق بن عبد الرزَّاق، أبو المَعَالي، الزَّعْفَرَاني، المحدّث، الحنبلي.
قال ابن العماد (¬1): سمع الحديث الكثير، وطلبه بنفسه، وكتب بخطِّه. قال أبو علي البَرَداني: كان همَّته جمع الحديث وطلبه. حدَّث باليسير عن أحمد بن عمر بن الأخضر، وأبي الحسين العُكْبَرِىّ، وغيرهم. وروى عنه البَرَدانِيُّ، وقال: إنه مات ليلة الثّلاثاء، مستهلّ مُحرَّم، سنة ثمان وسبعين وأربع مئة. انتهى كلام ابن العماد.
وذكره ابن رجب (¬2) بنحوه.

727 - (ت 479 هـ): عليُّ بنُ فَضَّال بن علي بن غَالِب، المُجَاشِعِيّ القَيْرَوَاني، أبو الحسن، ويُعرف بالفَرَزْدَقِيّ، لأن الفرزدَقَ جَدُّه، كان إمامًا في النَّحو واللغة والتصريف، والتفسير والسِّيَر. رحل إلى البلاد، وأقام بغَزْنَة مُدَّة، وصادف بها قبولًا. ورجع إلى العراق، وأقرأ ببغداد مدَّةً النحوَ واللغةَ، وحدَّث بها عن جماعة من شيوخ المَغرِب. قال هبة الله السَّقَطِيّ: كتبت عنه أحاديث، فعرضتُها على بعض المحدّثين فأنكرها، وقال: أسانيدها مُرَكَّبة مَوْضُوعَة على متون موضوعة. فاجتمع به جماعة من المحدّثين وأنكروا، فاعتذرَ وقال: وَهِمْتُ فيها. قال ابن عبد الغافر: ورد ابنُ فَضَّال نَيْسَابور، فاجتمعتُ به، فوجدته بحرًا في علمه، ما عهدت في البلدين، ولا في الغرباء مثلَه. وكان حنبليًّا، يقع في كل شافِعيّ. توفي ثاني عشر ربيع الأوّل، سنة تسع وسبعين وأربع مئة. قال ذلك كلَّه السُّيوطي في "بغية الوعاة" (¬3).
¬__________
(¬1) شذرات الذهب: 3/ 358.
(¬2) ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 48.
(¬3) بغية الوعاة: 2/ 183.

الصفحة 495