كتاب تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة (اسم الجزء: 2)

وذكره ابن رجب (¬1) فقال: محمد بن علي بن محمد بن عُثمان بن المراق الحلواني، أبو الفتح الفقيهُ الزَّاهد، ولد سنة تسع، وثلاثين وأربع مئة، وسمع الحديثَ من أبي الحسين بن المُهْتَدي، وابن المأمون، والقاضي أبي يعلى، وأبي جَعْفر بن المُسْلمة، والصَّرِيْفِيني، والنَّهرْوَاني، وغيرهم، ورأى القاضي أبا يعلى، وصحبه مدةً يسيرةً، ثم تفقَّه على صاحبَيْه الفقيهين أبي علي يعقوب وأبي جعفر الشريف، ودرس عليهما الفقه أصولًا وفروعًا حتى بَرَع فيهما، وأفتى ودرس بمسجد الشريف أبي جعفر بالحَرِيْم بعد شافع، وحدَّث بشيء يسير. قال ابن شافع: كان ذا زهادةٍ وعبادةٍ، وروى عنه السِّلَفي في "مشيخته"، وقال: كان من فقهاء الحنابلة ببغداد، وكان مشهورًا بالورع الثخين، والدين المتين، توفي يوم الجمعة، يوم عيد النَّحْرِ، سنة خمسٍ وخمس مئة، وصلِّي عليه يوم الغد يوم السبت بالجامع، وكان الجمع متوافرًا لا يعلم عددهم إلا الله تعالى، ودفن بمقبرة باب حرب. انتهى.
وله مصنفاتٌ، ذكر منها ابن رجب (¬2): "كفايةَ المبتدي" في الفقه مجلد، ومصنفًا آخر أكبر منه في الفقه، "ومصنفًا في أصول الفقه" في مجلد، وله "مختصر العبادات"، قاله ابن النجَّار. انتهى.

767 - (ت 505 هـ): علي بن محمد بن علي بن محمد أبو الحسن، العلَّاف، البغدادي الحنبلي، الحاجب، مُسْنِد العراق.
تقدَّم ذكر أبيه سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة.
وأما علي هذا فقال ابن العماد (¬3): هو آخر مَنْ روى عن الحمَّامي، وكان يقول: ولدت في المحرم سنة ستٍ وأربع مئة، وسمعت من أبي الحسين بن بِشْران، وتوفي في المحرم سنة خمسٍ وخمس مئة عن مئة إلا سنة، وكان أبوه واعظًا مشهورًا. انتهى.
¬__________
(¬1) الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 106.
(¬2) الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 106.
(¬3) شذرات الذهب: 4/ 10.

الصفحة 523