كتاب تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة (اسم الجزء: 2)

768 - (ت 506 هـ): المُعَمَّر بن علي بن المُعَمَّر بن أبي عِمامَة، أبو سعد البقَّال، البغدادي، الفقيه الحنبلي، الواعظ.
قال ابن العماد (¬1): هو ريحانة البغداديين، ولد سنة تسع وعشرين وأربع مئة، وسمع من ابن غَيْلان، والخلَّال، والجوهري، والأَزَجي وغيرهم، وكان فقيهًا، مُفتيًا، واعظًا بليغًا فصيحًا، له قبول تامٌّ، وجوابٌ سريع، وخاطر حادٌّ، وذهن بغدادي، كان يُضرب به المثل في حدَّة الخاطر، وسرعة الجواب بالمجون، وطِيْب الخُلُق، وله كلمات في الوعظ حسنة، ورسائل مستحسنة، وجمهور وعظه حكايات السلف، وكان يحصل بوعظه نفع كبير، وكان في زمن أبي علي بن الوليد. شيخ المعتزلة، يجلس في مجلسه، ويلعن المعتزلة، وخرج مرةً فلقي مغنِّية، قد خرجت من عند تركي، فقبض على عُودها وقطع أوتاره، فعادت إلى التُّركي فأخبرته، فبعث من كبس دار أبي سعيد، وأفلت هو، فاتمع بسبب ذلك الحنابلة، وطلبوا من الخليفة إزالةَ المُنكرات كلَّها، فأَذِن لهم في ذلك، وكان أبو سعيد يَعظ بحضرة الخليفة والملوك، وأخباره كثيرة رحمه الله تعالى، توفي يوم الاثنين ثامن عشري ربيع الأول سنة ستٍ وخمس مئة، ودُفن بمقبرة باب حرب. انتهى.
وذكر له ابن رجب (¬2) ترجمة حافلة جدًا.

769 - (ت 506 هـ): جعفر بن الحسن الدِّرْزِيْجاني الحنبلي المقرئ.
قال النابلسي (¬3): كان زاهدًا أمَّارًا بالمعروف، تعلَّم من القاضي أبي يعلى أشياء، ومن تلميذه أبي جعفر الشريف، وخَتَّم القرآن لخلق كثير، وكان مداومًا على الصيام والتَّهجُّد بالليل، وله خَتَماتٌ كثيرةٌ، يختم كل ضمةٍ منها في ركعة، وكانت وفاته، على ما حكي، وهو في الصلاة ساجدًا، في شهر ربيع الآخر، سنة ست وخمس مئة، ودفن بداره بدَرْزِيْجان. انتهى.
¬__________
(¬1) شذرات الذهب: 4/ 14.
(¬2) الذيل على طبقات الحنابلة: 1/ 107.
(¬3) مختصر طبقات الحنابلة: 408.

الصفحة 524