كتاب معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية

«دَرْعَةَ» الَّتِي احْتَلَّتْ مَحَلَّهَا حَتَّى ظَنَّ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهَا هِيَ، وَبُصْرَى وَدَرْعَةُ دَاخِلَ حُدُودِ الْجُمْهُورِيَّةِ السُّورِيَّةِ عَلَى أَكْيَالٍ مِنْ حُدُودِ الْمَمْلَكَةِ الْأُرْدُنِّيَّةِ الْهَاشِمِيَّةِ الشَّمَالِيَّة ِ. وَحَوْرَانُ: إقْلِيمٌ مِنْ بِلَادِ الشَّامِ يَشْمَلُ مُعْظَمَ الْمِنْطَقَةِ الْوَاقِعَةِ بَيْنَ عَمَّان - قَاعِدَةِ الْبَلْقَاءِ - وَبَيْنَ دِمَشْقَ الَّتِي يَعُدُّهَا بَعْضُهُمْ مِنْ حَوْرَانَ. وَطَرِيقُ آثَارِ بُصْرَى يَخْرُجُ مِنْ مَدِينَةِ دَرْعَةَ بِاتِّجَاهِ الشَّرْقِ، وَهِيَ قُرْبَ السُّفُوحِ الْغَرْبِيَّةِ لِجَبَلِ الدُّرُوزِ (اسْمُهُ الْيَوْمَ جَبَلُ الْعَرَبِ).

الْبَصْرَةُ بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ، وَسُكُونِ الصَّادِ الْمُهْمَلَةِ، وَرَاءٍ ثُمَّ هَاءٍ: ذُكِرَتْ فِي النَّصِّ الَّذِي وَرَدَ فِي مَيْسَان، وَهِيَ مِنْ أَعْظَمِ الْمُدُنِ الَّتِي قَامَتْ فِي صَدْرِ الْإِسْلَامِ، اخْتَطَّهَا الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ فَتْحِ الْعِرَاقِ، فَقِيلَ إنَّهُ لَمْ تَبْقَ قَبِيلَةٌ مِنْ الْعَرَبِ لَمْ يَكُنْ مِنْهَا فِي الْبَصْرَةِ حَاضِرٌ.
وَاشْتَهَرَتْ بِمِرْبَدِهَا الَّذِي احْتَلَّ مَكَانَةَ عِكَاظٍ فِي الشِّعْرِ، وَقِيلَ مَا رَأَى الْعَرَبُ مَدِينَةً أَقْرَبَ إلَى الْبَدْوِ وَالْحَضَرِ مَعًا كَالْبَصْرَةِ، فَغَرْبِيُّهَا يَمْتَدُّ فِي صَحْرَاءِ الْعَرَبِ الْقَاحِلَةِ مُتَّصِلًا بِالْفَلَاةِ، وَشَرْقِيُّهَا يَسْفَحُ عَلَيْهِ شَطُّ الْعَرَبِ وَتُظَلِّلُهُ النَّخِيلُ، فَكَانَ الْعَرَبِيُّ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُسِيمَ مَاشِيَتَهُ فِي غَرْبِهَا وَيَزْرَعَ فِي شَرْقِهَا وَشَمَالِهَا. وَعِنْدَمَا جَاءَ التَّدْوِينُ كَانَتْ لِلْبَصْرَةِ مَدْرَسَةٌ فِي النَّحْوِ تُضَاهِي مَدْرَسَةَ الْكُوفَةِ، ثُمَّ تَأَخَّرَتْ عَلَى مَرِّ الْعُصُورِ، وَلَا تَزَالُ مَدِينَةً عَامِرَةً رَأَيْتهَا سَنَةَ 1399 هـ وَهِيَ مِينَاءُ الْعِرَاقِ، تَقَعُ عَلَى الشَّاطِئِ الْغَرْبِيِّ لِشَطِّ الْعَرَبِ قُرْبَ مَصَبِّهِ فِي الْخَلِيجِ.
أَهَمُّ صَادِرَاتِهَا التَّمْرُ، وَسُكَّانُهَا مِنْ الْعَرَبِ الْأَقْحَاحِ. وَفِي مَادَّةِ الْقَادِسِيَّةِ نَشَرْنَا مُخَطَّطًا تَظْهَرُ فِيهِ الْبَصْرَةُ، فَانْظُرْهُ.

الصفحة 44