16…الموازية لساحل البحر الأحمر ما بين ثلاثة آلاف إلى عشرة آلاف قدم. ويصل ارتفاع قممها في الشمال عند مدين.
وفي الجنوب في اليمن وعسير حوالي عشرة آلاف قدم، بينما تكون خلف مكة على ارتفاع ثمانية آلاف قدم، وتصل قرب المدينة إلى ثلاثة آلاف قدم.
وتتألف أراضيها الوسطى من هضبة نجد، كما يمتد في الجنوب منها سلاسل جبلية متفاوتة الإرتفاع تكثر فيها الوديان.
وتكثر في الجزيرة العربية حرار. وبخاصة في الأقسام الغربية منها.
والحرار جمع حرة، وهي أرض بركانية، ويقال لها الاية (1) وهي تتكون من ركام من الأحجار البركانية التي تشكل طبقات رقيقة أو سميكة، وهي سوداء نخرة كأنها أحرقتها النار (2).
والعجيب أن كثيراً من مناطق هذه الحرار قد اشتهرت بالخصب وبوفرة المياه وبخاصة حرار المدينة وخيبر.
وبقد كانت شبه الجزيرة هذه خالية تقريباً من الأنهار (3) وإن كان يجري فيها بعض الجداول القصيرة التي تفيد في سقي الأراضي وتنشط حركة الزراعة نوعاص ما، ولكنها لا تصلح مطلقاً للملاحة.
بيد أن بعض العلماء يرون أنها لم تكن قديماً تخلوا من بعض الأنهار الكبيرة لدلالة الآثار التي ترجع بتاريخها إلى قبل ظهور الإسلام على ذلك (4).
وعلى الرغم من أن شبه الجزيرة محاطة من جوانبها الثلاثة بالبحار…
__________
(1) لسان العرب لابن منظرو 2/ 242.
(2) المصباح المنير للمقري.
(3) المسالك والممالك للأصطخري 21.
(4) المفصل في تاريخ العرب لجواد علي 1/ 28.