كتاب مجتمع المدينة قبل الهجرة وبعدها

276…ينفع الإنسان ولا يضره، كما تكون في الصلاة والصوم والزكاة والحج، شرط ألا ننسى وجوب إنزال الصلاة والصوم وبقية الفرائض المنزلة السامية في الإحترام، وأن نوليها ما تستحق من الإهتمام، على اعتبار أنها أركان الإسلام العبادية الأولى التي أوجبها الله على عباده ليقوموا بها، وحذر من عاقبة التهاون والتقصير فيها ..
ولقد قلبت العبادة بهذا المفهوم موازين العمل في المجتمع المدني بعد الهجرة، وحفزت همم الناس للسعي في مختلف الميادين والحقول التي تساعد على تطوير الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والخدمات العامة والخاصة.
كل ذلك في حدود ما يصلحهم ويحسن ظروفهم المعاشية.
التشريعات الفردية والاجتماعية:
وقد جاءت بعد ذلك التشريعات المختلفة تترى، لتتناول حياة الفرد والجماعة، ومسؤولية كل منهما، وتلزمهما بأن يحترم كل منهما حدوده ويلتزم بها، تحت طائلة الحساب في الدنيا أمام المرجع المختص، بل والحساب الدنيوي والأخروي من الله الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
وذلك كله في الإطار الذي ينمي المفهوم التعبدي وينسجم معه ويحصنه ويرسخه في نفوس الأفراد والجماعات.
فلم يعد الفرد بعد هجرة الرسول في المجتمع المدني كائناً سائباً تائه السلوك ضال الخطى زائغ الهدف، يأكل ما يشاء ويشرب ما يهوى وينقد كل ما يشتهي كما كان في المجتمع المدني قبل هجرة الرسول أو في كل مكان من الجزيرة.
ولم يعد أيضاً بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ودخوله في الإسلام حراً في…

الصفحة 276