28…الحلف وشاءوا التسلط على يثرب من دون الأوس والخزرج، فاستعان هؤلاء بأهلهم وأقربائهم فغلبوهم وصارت الهيمنة من ذلك التاريخ للعرب (1).
ولكن هذه الأخبار تفتقر إلى توثيق، وإلى أدلة تسندها وتصححها.
وإن كان من المتيقن أن أهل المدينة كانوا ينستبون عند ظهور الإسلام إلى اليمن.
ويقسمون أنفسهم إلى أوس وخزرج.
وهما قبيلتان تربطهما صلة قربى.
ويذكرون أنه كان بينهم يهود، وأنهم على زعمهم من قدماء سكان يثرب (2).
هذا ولقد كان لكل من الأوس والخزرج واليهود شعابهم التي تحوي على حوائط وبساتين صغيرة فيها الآبار التي ستقون منها ويسقون مزارعهم ومواشيهم، كما تحوي على دورهم التي كانت مبنية بالآجر أو باللبن.
وكان بعضها مؤلفاً من طابقين أحياناً.
ومن الآبار المشهور، تلك التي احتفرها اليهود وكانوا يبيعون ماءها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بئر "رومة" التي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بشرائها، فاشتراها عثمان رضي الله عنه ووهبها للمسلمين.
وبئر "ذروان" التي يقال إن لبيد "ابن الأعصم" طرح فيها الأشياء التي سحر بها الرسول، وهي مشط ومشاطه وجف طلعه ذكر.
ويقال لها بئر ذي أوران في بستان بني زريق" (3).
ولم يكن للمدينة سور يحيط بها يقيها غارات المهاجمين لها،…
__________
(1) البداية والنهاية لابن كثير (2) 160.
(2) المفصل في تاريخ العرب لجواد علي 4/ 133.
(3) تفسير القرطبي 20/ 253.