283…كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك اصحاب النار هم فيها خالدون يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفارٍ أثيم) (1).
وبتحريم الربا أنقذ الإسلام المسلمين مما كانوا به مستبعدين من الآخرين قبل تحريمه، فقد كانت قلة من الأغنياء تعد على اصابع اليد الواحدة، تستغل عشائر وقبائل، وتستنزف أموالهم وتسخرهم لمآربهم.
بل وشق طريقاً من طرق التحرر أمام الإنسان في العالم على مدى التاريخ.
هذا ويقول الله تعالىفي تحريم المطاعم التي ذكرناها:
(وحرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) (2) ويقول في تحريم الخمر والميسر والأنصاب:
(إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنمايريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون) (3).
ولقد كان لهذه الإصلاحات صداها البعيد في إنعاش حياة الفرد…
__________
(1) البقرة / 275 - 276.
(2) المائدة / 3.
(3) المائدة /90 - 91.