286…ولما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة بعد هجرته إليهاوصادف هذا الواقع، لم يكن أمامه إلا أن يعدله بما يساعده لبناء مجتمعه الجديد في ضوء رسالته الدينية ذات العقيدة والتشريع والآداب التي يفرض فيه أن يحمل الناس على الإلتزام بها في مختلف حالاتهم المعاشية والاجتماعية.
الرسول والسياسة:
وكان لا محيص له من اعتماد سياسةمرسومة يركز بها مجتمع المدينة الحديث على الأسس العقائدية والتشريعية التي جاء بها الإسلام وفي ظلال من آدابه وأخلاقه.
ولقد رأينا من قبل مدى اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال دين افسلام الذي جاء به، في تعميق مفهوم عبادة الله في نفس المؤمن ونشر أثرها على سلوكه الفردي حتى أضحت ركيزة كل تصرف أو سلوك منه.
وأنه عندما كان يحفل ببناء الهيكلية الاجتماعية لمجتمع المدينة لم يغفل عن هذا لمفهوم، بل ظل يعتبره ايضاً الأساس الذي ينبغي أن ينهض عليه بناء الجماعة وبناء الأمة.
ومن هنا فقد كانت سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم من الخطوة الأولى واضحة المعالم بينه الحدود.
سياسة ترمي إلى جمع القلوب وتوحيد الصفوف ولملمةما تبعثر من افراد سكان المدينة ليكون منهم المجتمع المنسجم المتناغم المتعاون.
إنه كان يرى ما ينتظره من استحقاقات قريبة مع قريش وأحلافها من القبائل المجاورة لها، ويعلم أن مقابلة ذلك وحده لا يتحقق من خلال مجموعة بشرية لا تواصل بينها ولا ترابط.
…