287…فعقدة الإيمان الأولى هي العروة الوثقى التي ربطت مسلمي المدينة والذين هاجروا إليها من المسلمين الأولين.
ثم الركائز التشريعية المختلفة التي ذكرنا طرفاً منها آنفاً زادت من قوة هذه العروة وأحكمت رباطها.
السياسة والأخوة:
ولكن هذه العروة على قوتها، كان لا بد لها من إخراج يبرز قيمتها ويضعها موضع التنفيذ بشكل يؤمن معه من خرقها أو التقصي منها.
فكانت سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم أو بالأصح سياسة الإسلام بإعلان أخوة المؤمنين وعقد رباطها بين الأنصار بعضهم مع بعض وبينهم وبين المهاجرين وتعزيز ذلك بالنصوص القوية من القرآن الكريم ومن السنة التي سقنا الكثير منها فيما تقدم.
والتي أصبحت معها هذه الأخوة في صدر الدعوة وخطواتها الأولى أقوى من أخوة النسب ...
ولم تكن هذهالخطوة وحدها لتكفل ما كانت تهدف إليه سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم من إيجاد المجتع القوي المتماسك القادر على التصدي لكل ما قد يفاجئه من صدمات وعصفات، وبخاصة وأنه كان فيهم قبائل اليهود من بني النضير وبني قريظة وبني قينقاع، بل كان يفرض عليه أن يحدد نوع العلاقة بين سكان المدينة المسلمين المتآخين، وبين جوارهم من القبائل اليهودية.
وقد أفلح فجعلها على نسق نادر ومثال عجيب يكاد ألا يكون تاريخ الإنسان قد شهد مثله في تقلب أيامه وأعصره وفي مجرى العلاقات بين فئام الناس وشعوبها.
الصحيفة ومجمل ما ورد فيها:
ولقد كتب لهم صحيفة حدد فيها شكل العلاقة ونوعها بين…