288…المسلمين واليهود وأقام بينهم جسور التعاون بعد أن كانت قد تهدمت من قبل.
ويمكن تلخيص مجمل ما ورد فيهامن بيان للمنهج الإسلامي السياسي والنظامي في التعامل مع الآخرين.
فقد جعلت المسلمين قبل كل شيء أمة واحدة تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم.
وأفهمتهم بأنه من مقتضيات هذه الوحدة أن يتحقق بينهم التعاون، ويقوم بينهم التراحم.
ويحتفظوا برابطة الولاء وما يترتب عليها من حقوق، وأن يرعوا حقوق القرابة وحقوق الصحبة وحقوق الجوار.
وقد ركزت إلى حد بعيد على توضيح المسؤولية الشخصية، وحضت الجميع على الإقلاع عن ثارات الجاهلية وحميتها، كما حظرت التقاتل وسفك الدماء.
وفرضت الخضوع للنظام ورد الأمر إلى أولي الأمر، وكذلك شؤون الحرب والسلم.
وأمرت بالضرب على يد الظالم، ونهت عن مناصرة المحدثين للشغب أو إيوائهم.
لقد عبرت هذ الصحيفة عن عمق سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم وحكمتها وحسنها، فقد كانت ترتكز على قواعد من الخير والحق، وتهدف في الوقت نفسه إلى ما يعزز الحق والخير، فهو لم يشأ الإكتفاء بعقد التآخي بين أتباعه المؤمنين وضمان تعاونهم وتناصرهم، بل أراد أن يضمن سلامة مجتمعه ككل من أن تظهر فيه أية بادرة مزعجة أو مقلقة تثير النزاع والصراع في داخل مجموعته في الوقت الذي هو فيه مؤهل لتلقي غزوات قريش التي اشتدت عداوتها عليه وكانت سبب هجرته من أحب أرض الله غليه.
معالم سياسة الرسول من حلف الفضول:
وسياسة وحدة الصف واجتماع الكلمة والتعاون والتناصر في وجه…