295…من القلب وبنى عليه حوضاً فملأه ماء فشرب هو وأصحابه من دون المشركين وذلك بعد أن قال له:
يا رسول الله أرأيت هذا المنزل الذي نزلته [وهو أدنى ماء من بدر] أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا أن نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة.
وأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم:
" بل هو الرأي والحرب المكيدة ..
" وأخذ برأي سعد بن معاذ الذي أشار عليه بأن يبني له مركزاً للقيادة يدير منه المعركة.
ثم استشار أصحابه في شأن الأسرى (1).
وأخذ برأي سعد بن عبادة وسعد بن معاذ يوم الخندق بترك مصالحة غطفان على بعض ثمار المدينة لينصرفوا عنها، فقبل منهما زومزق الصحيفة (2).
وشاور أصحابه يوم أحد، فأشاروا عليه بالخروج من المدينة لملاقاة قريش خارجها.
فأخذ برأيهم، مع أنه كان صلى الله عليه وسلم مع كبار الصحابة يميل إلى البقاء في المدينة (3).
وقد اتفق العلماء على أن الأمر بالشورى والالتزام بها مقصود منه أن تكون في الأمور التي لم يرد فيها نص من القرآن، أو لم ينزل فيها وحي من عند الله.
لأن قيامالنص يبطل الرأي ويلغي الاجتهاد والقياس.
وقد جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة شورى.
ونقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما ندم من استشار ولا خاب من استخار " وروى سهل بن سعد الساعدي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال أيضاً:
" ما شقي عبد بمشورة وما سعد باستغناء رأي " وقال البخاري:
" كانت الأئمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم…
__________
(1) الشورى والديمقراطية على محمد لاغا ومراجع أخرى منها ابن هشام وطبقات ابن سعد والسيرة النبوية لابن كثير وغيرها.
(2) تفسير الفخر الرازي 9/ 69.
(3) تفسير القرطبي 4/ 253.