297…والاحتكار.
ونظم المكاييل والموازين.
وعرف بالطرق التي ينبغي أن يكون عليها عرض البضاعة حتى لا ينخدع بها الناس.
وشجع أصحابه على تعلم لغات الأقوام الأخرى، وعلى تعلم المهن وبعض الصناعات.
وحثهم على حراثة الأرض وزراعتها والتماس الرزق من خباياها.
وإنشاء الترع والجسور وإصلاح وسائل الري (1) بحيث كان عصره صلى الله عليه وسلم عصر النبوة الزاهر الذي أرسى قواعد النظم الإسلامية كاملة وكان أزهى عصر عرفته حضارة الإنسان (2).
ولم يكن مثل هذا الإبداع التنظيمي بمستغرب على رسول بعثه الله تعالى للناس معلماً وهادياُ، كان يتلقى الوحي من ربه طيلة الفترة التي عاشها مع صحبه قبل الهجرة وبعدها، فيوجه إليه الأمر والنهي والنصح والإرشاد في ضوء ما يجد من وقائع وأحداث.
ولقد آلت هذه الفترة من حكم الرسول الينبوع الذي اعتمد عليها الفقهاء والمشرعون المجتهدون والأئمة العارفون والحكام المخلصون، فنزحوا منه كل الذي وضعوه من الأصول والمبادئ في علم الفقه والأصول والاجتماع والتربية والحقوق الدولية والتنظيمات السياسية والعسكرية والمالية والجزائية، التي ساهمت فيما بعد في تشكيل الهيكلية الكاملة لأجهزة الحكم وأسسه في الإسلام وارست ركائز الحضارة الإسلامية، وأثرت التراث الإسلامي بكل أبعاده وفصوله ومبادئه ومقاصده.
ويمكننا الجزم بأن نواة المجتمع الإسلامي الكبير قد زرعت بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلىالمدينة.
ثم اهتزت وربت وترعرعت وأينعت…
__________
(1) المصدر نفسه 2/ 22 - 100.
(2) النظم الإسلامية د.
صبحي الصالح /59.