307…الذي عبر عنه القرآن واعتبره ظاهرة سمو الأمة الإسلامية وخيرتها على جميع الأمم وذلك بقوله:
(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) (1) وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راع والرجل راع على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ".
وهكذا فقد كان طابع المجتمع الإسلامي في المدية البارز أنه مجتمع الإيمان والرفض للشرك ومظاهره ودعاواه ومجتمع الأخوة والسلام والأمان والتعارف والتكافل ومجتمع الاعتدال والتوسط والمحافظة على حريات الأفراد والجماعت، وعلىتعاون عناصره وفاعلياته في تضامن وتكافل وتراحم.
وكان فوق هذه كله المجتمع البار بإنسانيته، الحفيظ على معالمها، المجد ف خدمة مبادئها ومعانيها، الساعي بكل جد وإخلاص على إبراز محاسنها وصور الجمال فيها.
فلم يكن بعد مجتمع السيف وسفك الدماء، أو مجتمع القتل والحرب والرعب والإرهاب.
وإن ما اتخذه من مطلع عهده من إجراءات الدفاع كان احتياطاً لحماية كيانه وردع الطامعين فيه وتعزيز مهابته في النفوس، ومثل هذا الإجراء لا يوصف مطلقاً إلا بأنه إجراء الحكمة والتعقل، لأن في القاص حياة الناس، وسلامة لأبدانهم وأموالهم وأعراضهم ومؤسساتهم ومبادئهم ومقاصدهم ..
…
__________
(1) آل عمران /110.